تخطى الى المحتوى

لا تُشغل الدماغ بما لا تود أن ينشغل به

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

ربما لا تخرج إحدى مشاكلنا في هذا العصر عن كونها انشغال أدمغتنا الكبير في أمور لا نود (ولا يفترض بنا) الانشغال بها في الحقيقة. يصف كريج مكوين في كتابه Effortless حالة الدماغ عندما تعمل بأقصى طاقتها في التفكير في أمور لا تهمّنا:

«عندما تكون أدمغتنا بكامل طاقتها، يصبح كل شيء أكثر صعوبة. [نتعب] والتعب يبطئنا. الافتراضات والعواطف الماضية تجعل المعلومات الجديدة أكثر صعوبة في المعالجة. الالهاءات التي لا حصر لها في الحياة اليومية تجعل من الصعب رؤية ما يهمنا بوضوح.

لذا فإن الخطوة الأولى نحو جعل الأمور أكثر سهولة هي إزالة الفوضى في رؤوسنا وقلوبنا. من المحتمل أنك واجهت هذا من قبل. عندما تشعر بالراحة والسلام والتركيز. أنت حاضر تمامًا لحظتها. لديك وعي متزايد بما يهم هنا والآن. تشعر أنك قادر على اتخاذ الخطوات الصحيحة».

كلمتي السر هنا في «رؤوسنا وقلوبنا». فالالهاءات تخرج عن كونها استجابة لما نراه فقط، بل ما نشعر به في قلبونا أيضًا. عندما تنشغل أدمغتنا وقلوبنا بشيء لا قيمة له، أو في شيء لا يُعطي مردودًا حقيقي لحياتنا نتحول إلى مستجيبين لما نراه أكثر من ميلنا للاستجابة لما هو أهم خلال اليوم.

ربما نستحق الانتباه للفكرة التي تقول: أن العقل يجب أن يوجه فقط لما نريد أن نتعرّض له، وليس بما يلتصق به القلب ولا يُفيد.

أدمغتنا وقلوبنا تشعر بالإرهاق، ومن الأجدى لها أن تُرهق كل لحظة فيما نختاره بوعي لها.

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت
للأعضاء عام

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا

قرأت من تدوينة مورجان هوسل: وصف أحد مدربي البيسبول الأثلاث الثلاثة للرياضيين: عند التدريب، يجب أن تشعر أن ثلث أيامك في حالة جيدة، والثلث الثاني يجب أن تشعر بالراحة، والثلث الأخير يجب أن تشعر فيهم بالضغط. هذا روتين جيد ومتوازن. يحدث ذلك عندما تعلم أنك تضغط على نفسك، ولكن ليس

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا