لا نريد المزيد من الأطباء والمهندسين (١/٢)
عندما كنت صغيراً، قلت لأمي أريد أن أصبح طباخاً عندما أكبر (يعرف من حولي ولعي بالطبخ والأكل عموماً منذ صغري).
ردت بحزم: إياك أن تقول ذلك ثانيةً، لما تحكم على مستقبلك منذ الآن؟ … فلا ينقصك شيء … لما تريد أن تكون طباخاً !!
لا ألومها على هذ الرد، فحرصها على مستقبلي وضغط المجتمع الذي لا يريد لأبنائه أن يكونوا غير أطباء أو مهندسين قد زرع في قلبها الحنون صورة سلبية عن هذه الصنعة الجميلة.
الطباخ (أو الطاهي) يرتبط عمله كثيراً بالأحاسيس، وعادة ما يسحر الطهاة زبائنهم وضيوفهن بفنون وأنفاس يتميز كل واحد بها عن الآخر.
أعلم اليوم أن كل طباخ اختار هذه المهنة فقط لولعه بها، ونادراً ما أسمع عن أحدهم أنه قد اكتشف نجاحه في هذه الصنعة بمحض الصدفة.
جرب وشاهد حلقة كاملة من برنامج “ماستر شيف”، أؤكد لك أنك ستستمتع بكل دقيقة فيها حتى وإن كانت اهتماماتك بعيدة عن الطبخ. ستلتمس روح المنافسة وسحر الأيادي وقوة الإنضباط، ومتعة العمل بكل معانيها.
هدفي من هذه المقالة تشجيع أبنائكم وأنفسكم للإستمرار فعمل ما تحبون أولاً ، فعندما ترتبط متعة العمل مع الكثير من العمل، وقتها فقط سيُصنع الفرق، لأنك ستصبر على حبيبك وإن جفا، حتى يعود إليك بحب أكبر … ممثل في النجاح.
لا نريد المزيد من الأطباء والمهندسين، ولا نريد درجات عالية دون قيمة حقيقية على أرض الواقع، والأهم لا نريد الكثير ممن يحسبون أنفسهم قد صنعوا التاريخ لامتلاكهم شهادات قد انتهى مفعولها الحقيقي منذ عشرات السنين عندما اكسبت أصحابها حرفاً قبل أسمائهم دون تغيير حقيقي قد صنعوه لمن حولهم، أو تغيير حقيقي في شخصياتهم.
وللحديث بقية في هذا الشأن …
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.