تخطى الى المحتوى

لماذا لا يهتم المقربين بما تفعله؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

… لأنهم يعتقدون سلفاً أنهم يعرفوك ولا يحتاجون معرفة المزيد عنك!

تستحق هذه الفكرة الوقوف عندها في رأيي مرةً أخرى، وقد ختمت أُمسيتي الأخيرة في سيدانة عندما أخبرت الجميع أن معظم أقاربي وأحبائي المقربين لم يقرأوا ما يعادل (١٠٪) مما كتبت في حياتي، بل أن الأغلبية الغالبة لم تطلِع على كُتبي، ولا يعرفون معظمهم فعلياً ماذا أعمل، ولا أجد عيباً كبير في هذا الأمر بكل صراحة.

المقربون سيظلون يعتقدون أنهم الأكثر معرفة بك. وعند محاولاتك للتغيير، سيجاهدون ليبقوك في إطار الصورة التي عرفوها عنك.

أجد شخصياً أن الانتباه يجب أن يُعطى للغريبين أغلب الأحيان. الذين يروك بأعين مجردة، من دون إطارات أو أحكام مسبقة.

ولا يمكن لك كباحث عن التقدم بأن تراهن على كل المقربين في بداياتك، لكن بالتأكيد ستجدهم يقفون معك في النهايات، وفي المشاكل عندما تحدث لك – لا قدر الله -. وهذه سُنة البشر.

أجد أن التطور هو عبارة عن مجموعات صغيرة من البدايات الجديدة التي تتطلب الابتعاد عن التعود والاقتراب أكثر من التجرد. تستطيع كإنسان أن تبحث دوماً عن مستشار أو من يساعدك – على الأغلب – من الغرباء، وليس من أقرب الأقربين، على الأقل في حياتك العملية، وطالما أنك ستعطي في علاقتك المزيد من المساحة مع الغرباء (أو المستشارين) فهناك فرصة أكبر بأن تأخذ المزيد من المساعدة. والاستمرار في الاقتراب أكثر بالفعل … لن يساعدك (على مساعدتهم) بالنظر إلى الصورة الأكبر فيك. ولن يساعدك بالضرورة على التقدم.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول