تخطى الى المحتوى

لماذا نبتسم في صور قنوات التواصل الاجتماعي؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

… لأننا أمام الكاميرا لحظتها، ولسنا أمام الواقع.

أذكر جيداً بعض اللحظات التي التقطت فيها صور بابتسامة كبيرة مع آخرين، لتنتهي تلك الأجزاء من الثانية مع الصورة وأكمل بقية حياتي بتحدياتها وإيجابياتها.

تبقى تلك الصورة في أحد حساباتي في قنوات التواصل الاجتماعي لشهور وسنوات … تتكرر مثل هذه الصور، ليأتي أحدهم ويرى كم الصور الكبير، وربما يحسدني على تلك الأجزاء من الثانية المبتسمة أمامه، وليس على الواقع.

أعلم عندما أنظر إلى صورة أحد الآنسات في قنوات التواصل وهي في وسط «لمة» كبيرة بين مبتسمين، أن لديها مشاكل أكبر من عدد اللمة، بل أنني دائماً ما أحاول أن أُحلل ما تريد الوصول إليه من خلال إنزال هذه الصور – غير الحقيقية – لتُريها للعالم، وأتساءل؛ هل هو هروب؟ أم انتظار للتعليقات الإيجابية لتكون المتنفس؟

صورنا المبتسمة لا تعكس الواقع … صحيح! … لكنها مورد مهم للدوپامين Dopamine، والغذاء الأسهل للأنا. خصوصاً إن كان نشرها هيستيرياً ولكل يوم.

القصائد والحِكم أسفل الصور، قصة أخرى لم أستطع شخصياً استيعابها، لا أجد فيها مشكلة كبيرة، لكنني فقط لم استطع استيعاب فكرتها.

تشعر بالملل أو الضيق؟ … لا بأس! … صور نفسك وأنت مبتسم، وأخبر الآخرين أنك بخير.

وربما لن يكون هناك داعي لأن تعمل بسرعة على معالجة الضيق أو الملل من جذوره، فدائماً هناك متسع للكثير من التصوير والتصبير.

هل يجب علينا أن لا نبتسم أمام الكاميرا؟

بالتأكيد لا! … لكن دعنا نحاول دوماً أن نبتسم على أرض الواقع أكثر من الصور.

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

أنصت لما أفعله، وليس لما أقوله!

من يُنجز، يحق له أن يقول ما يشاء، ويجب أن نتذكّر بأن من حق الكل الوقوف والاعتراض.

أنصت لما أفعله، وليس لما أقوله!
للأعضاء عام

المتع الصغيرة في يوم مزدحم

لا تدور الحياة على المُتع بالطبع، إلا إنها لو اكتفت أن تكون حول ما نتوق إليه من أمور صغيرة، ستُصبح أكثر حماسًا؛ ولو عشرة بالمئة. جلسة القراءة المسائية، قهوة مع صديق، ساعة مشاهدة المسلسل بعد يوم طويل، أو كتابة القليل من الكلمات، كلها أمور تستحق أن يتطلّ

المتع الصغيرة في يوم مزدحم
للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟