مأزق التوازن مع السفر
أتأمل كثيرًا حال من لا يحبون السفر، وأحاول من مدة طويلة إقناع نفسي بأن الاختلاف هو السُنّة الثابتة بين الأفراد في هذا الأمر بالتحديد. اختلافي هنا لا يخرج عن كونه محبتي الطاغية للسفر (حتى لمدينة الرياض) أكثر من الحِرص على البقاء فترة طويلة في جدة، مقابل محبة فئة الأحباء الاخرين في استقرارهم التام في مدينتهم وتخفيض أي نوع من المفاجآت أو المخاطر مهما كانت صغيرة (أجد هذه الفئة الحبيبة بكثرة في المدينة المنورة مثلًا).
كثرة السفر رغم ما تحمله من إثارة وجمال تكسر كل أنواع التوازن في الحياة، فالسفر هو السبب الرئيسي في اختلال الميزانية، وهو السبب الرئيسي أيضًا في اختلال توازن روتين وناموس حياة الإنسان العملي والعائلي وحتى الغذائي. ورغم اعتقادي أن الإنسان -أي إنسان- طموح يجب أن يتسلّح في حياته بروتين صلب يختاره لنفسه كي ينجز أعماله ويلتزم يخططه التي رسمها هو بنفسه لحياته، إلا أن السفر أكبر عائق لتحقيق هذا التوازن بصراحة. أقصد بالتحديد السفرات الخطافية القصيرة حتى وإن كانت لهدف العمل نفسه، واستبعد بشكل تام الإجازات الطويلة.
نحن معرّضين لمأزق محاولة بالاحتفاظ بالتوازن دائمًا مع السفر. ولا يمكنني هنا سوى البحث عن حلّين رئيسية لا تخرج الإنسان عمّا يرسمه لنفسه ويومه يومًا بيوم؛ ١. محاولة استحضار أمر الميزانية والوقت وعدم التحمّس بفرط الحركة فيهم و٢. محاولة المحافظة على الطقوس اليومية (خصوصًا الصباحية منها). فبهم ينعدل اليوم وينعدل الحال رغم الاختلال، فإن حسُن صباحك، سيحسُن يومك.
طبعًا فرط الحركة عكسه السكون والانضباط ومراقبة العقل وهو يفكر!
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.