تخطى الى المحتوى

ماذا تفعل كل ويك إند؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

كان صديقي العزيز نبيل مؤمنة يعمل في أحد الشركات في كوريا مدة عامين، وذلك بغرض إتمام مشروع مشترك بين الشركة الكورية والشركة السعودية التي كان يعمل بها هنا فجدة. حينما وصل هناك وباشر العمل، لم يستغرب للأمور التي اعتدنا سماعها عن مجتمع العالم الأول، كدقة المواعيد وتواضع الرؤساء والأدب والأخلاق العالية التي تمتع بها الإخوة الكوريين، بل استعجبت أنا حقيقة للقصة الطريفة التي حكاها لي نبيل عن نهاية الأسبوع هُناك …

“عندما باشرت أنا وزملائي العرب/السعوديون العمل في الأسبوع الأول، كُنا كغيرنا من الإخوة العرب ننتظر نهاية الأسبوع لنستغل ليلة السبت بالسهر واللعب، وبطبيعة الحال سيقودنا ذلك لاستثمار صباح اليوم التالي بأن نغط في  نوم عميق نعوض فيه تعب أسبوع العمل.  أذكر في أسبوعي الأول أنني استيقظت حوالي الساعة الحادي عشرة صباحاً ونزلت لأشتري شيئاً ما من الشارع، وقد تفاجئت إحدى العاملات وكانت سيدة كبيرة في السن وهي تلقي علي نظرات الشفقة مع القليل من الإستغراب لاستيقاظي فهذا الوقت المتأخر!

نعم … متأخر

فقد وجدت الشارع ممتلئ على آخره … أطفال، عائلات، وشباب كل البلد مستيقظة، بل ويبدوا عليهم الإنتهاء من نشاطات كانت قد بدأت منذ الصباح الباكر.

ازدحام شديد في معظم المطاعم والكافيهات والشوارع، وشعرت حقيقةً أن الحياة كانت بالفعل “حياة” وليست نوم في نهاية الأسبوع! تعلمت يومها أن هناك فرق شاسع بين “الويك إند” عندهم وعندنا.  تعلمت بعد فترة أن الجميع هناك يقدر نهاية الأسبوع للدرجة التي يصعب عليهم استغلال أيامه في مجرد النوم!  فتجدهم منذ الصباح الباكر [جداً] يعيشون أقصى ما يمكن للإنسان أن يعيشه من نهاية الأسبوع، فنهاية الأسبوع للحياة وليست للنوم، وأيام الأسبوع للعمل وليس للنوم أيضاً”.

كيف ستقضي الويك إند؟

شؤون اجتماعيةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)