تخطى الى المحتوى

ماذا يعني أن نقول فلان إنسان بسيط؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

يميل تعريفنا الذاتي للشخص البسيط بأنه: إنسان غير متكلِّف في هندامه وشكله ونمط حياته، وحتى سلوكه العام مع الآخرين. نطلق هذا التعريف بغض النظر عن المستوى الاجتماعي. وأحيانًا نطلق بحسن النية على الأشخاص محدودي الذكاء «أصحاب عقول بسيطة».

بينما يوجد تعريف آخر أكثر إغراءً من ذلك؛ في الكتاب اللطيف «حياة أبسط، ص ١٦٠» يقول:

يصبح الوجود معقدًا للغاية عندما نخضع أنفسنا للمهام أو الممتلكات دون أن يكون لدينا إحساس واضح بالغرض منها. عندما لا نعرف بشكل صحيح سبب قيامنا بشيء ما، فإننا لا نعرف مقدار ما نحتاجه في حياتنا.

لذلك، يمكن تعريف البساطة على أنها نتيجة ثمينة من وضوح أهدافنا.

لسوء الحظ، فإن مسألة الهدف هي مسألة يتخلى عنها مجتمعنا بشكل عام. بسبب التركيز الجماعي على الحرية والنظام الاقتصادي القائم على اختيار المستهلك اللامتناهي، يبدو أنه من الوقاحة وغير المربح للمطالبة بتفسير لماذا قد نرغب في امتلاك أو قراءة أو متابعة، أو القيام بأشياء معينة.

لهذا السبب، في النهاية، تبدو الحياة المعاصرة معقدة للغاية. يتم تقديم الملايين من الاحتمالات لنا، لكننا لا نشجع أبدًا على التوقف والسؤال ما فائدة ما نقوم به أو ما نمتلكه في الحقيقة؟

الخطوة الحاسمة نحو عيش حياة أبسط ليست – كما قد نفترض في البداية – التخلص من الأشياء. بل أن نسأل أنفسنا ما هي رغباتنا الحقيقية وما هي الغايات التي نهدف إليها.

البساطة ليست حياة مع القليل من الأشياء والالتزامات فيها، بقدر ما هي حياة مع الأشياء الصحيحة والضرورية، المتوافقة مع ازدهارنا. ستشعر حياتنا – وستكون – أبسط عندما نفحص عقولنا للتخلي عن أكثر الأفكار سرية وثرية: ​​معرفة ما نريده حقًا.

على نفس السياق، كتبت في مقالة سابقة عن سؤال ضروري في حياتنا: ماذا يعني أن نكون مسرفين؟ لأجد الإجابة كانت قد أشارت لها الكاتبة ڤيكي روبين: بأن أي شيء نقتنيه، ولا نستخدمه لفترات طويلة ومنتظمة، قد يُعد إسرافًا.

المقتنيات، مثل التكلّف في المشاعر، مثل التكلّف في تحمل ما لا نريده لأنفسنا.. هي نوع من الإسراف وعكسٌ للبساطة.

وربما من الأجدى أن نُعرِّف الإنسان البسيط: هو الإنسان الذي يمتلك أهدافًا أوضح من غيره.

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع