ماذا يعني أن نقول فلان إنسان بسيط؟
يميل تعريفنا الذاتي للشخص البسيط بأنه: إنسان غير متكلِّف في هندامه وشكله ونمط حياته، وحتى سلوكه العام مع الآخرين. نطلق هذا التعريف بغض النظر عن المستوى الاجتماعي. وأحيانًا نطلق بحسن النية على الأشخاص محدودي الذكاء «أصحاب عقول بسيطة».
بينما يوجد تعريف آخر أكثر إغراءً من ذلك؛ في الكتاب اللطيف «حياة أبسط، ص ١٦٠» يقول:
يصبح الوجود معقدًا للغاية عندما نخضع أنفسنا للمهام أو الممتلكات دون أن يكون لدينا إحساس واضح بالغرض منها. عندما لا نعرف بشكل صحيح سبب قيامنا بشيء ما، فإننا لا نعرف مقدار ما نحتاجه في حياتنا.
لذلك، يمكن تعريف البساطة على أنها نتيجة ثمينة من وضوح أهدافنا.
لسوء الحظ، فإن مسألة الهدف هي مسألة يتخلى عنها مجتمعنا بشكل عام. بسبب التركيز الجماعي على الحرية والنظام الاقتصادي القائم على اختيار المستهلك اللامتناهي، يبدو أنه من الوقاحة وغير المربح للمطالبة بتفسير لماذا قد نرغب في امتلاك أو قراءة أو متابعة، أو القيام بأشياء معينة.
لهذا السبب، في النهاية، تبدو الحياة المعاصرة معقدة للغاية. يتم تقديم الملايين من الاحتمالات لنا، لكننا لا نشجع أبدًا على التوقف والسؤال ما فائدة ما نقوم به أو ما نمتلكه في الحقيقة؟
الخطوة الحاسمة نحو عيش حياة أبسط ليست – كما قد نفترض في البداية – التخلص من الأشياء. بل أن نسأل أنفسنا ما هي رغباتنا الحقيقية وما هي الغايات التي نهدف إليها.
البساطة ليست حياة مع القليل من الأشياء والالتزامات فيها، بقدر ما هي حياة مع الأشياء الصحيحة والضرورية، المتوافقة مع ازدهارنا. ستشعر حياتنا – وستكون – أبسط عندما نفحص عقولنا للتخلي عن أكثر الأفكار سرية وثرية: معرفة ما نريده حقًا.
على نفس السياق، كتبت في مقالة سابقة عن سؤال ضروري في حياتنا: ماذا يعني أن نكون مسرفين؟ لأجد الإجابة كانت قد أشارت لها الكاتبة ڤيكي روبين: بأن أي شيء نقتنيه، ولا نستخدمه لفترات طويلة ومنتظمة، قد يُعد إسرافًا.
المقتنيات، مثل التكلّف في المشاعر، مثل التكلّف في تحمل ما لا نريده لأنفسنا.. هي نوع من الإسراف وعكسٌ للبساطة.
وربما من الأجدى أن نُعرِّف الإنسان البسيط: هو الإنسان الذي يمتلك أهدافًا أوضح من غيره.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.