تخطى الى المحتوى

مشكلة فكر: في العمل لدى الفتيات والمجتمع - مقالة ضيفة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

هذه مقالة ضيفة على المدونة بقلم الآنسة: رهف أحمد اليماني


ذهبت بالأمس بعد دوامي إلى إحدى الصوالين التي غالبا ما ارتادها، وقبل ذهابي اتصلت لحجز موعد فردت علي فتاه لم اسمع صوتها من قبل وتبين لي انها موظفه جديده من اسلوبها .. بعدما انتهيت من موعدي هناك ، دخلت دورة المياه كي اتوضأ واصلي قبل ما أذهب لقضاء بقية مشاويري، دخلت فتاه لدورة المياه وبدأت في الحديث معي قمنا بالحديث قليلا وتبين لي أنها موظفه الاستقبال الجديده حين سألتني إن انتهيت من موعدي فأجبتها «نعم يعطيكي العافيه لكن للمعلوميه قلتولي انتظر ونسيتوني»، فكان جوابها بـ «أمّا»، ابتسمت وأكملنا الحديث وسألتها إن كانت موظفه جديده، فكان جوابها نعم هذا خامس يوم لي، سكتت قليلا ثم أكملت، ولكن خلاص بفكر استقيل، استغربت وسالتها عن سبب اتخاذها هذا القرار المستعجل فكان جوابها بأن الشغل «غريب وغير»، قمت بسؤالها فورا ان كانت هذه أول وظيفه لها (لصغر سنها أيضا ٢١) فقالت «نعم» سألتها كيف يمكنها الحكم وهذا فقط خامس يوم لها ولم تعطي الموضوع فرصه، فكان جوابها «أنا ممكن عشان .. اممم  .. مني محتاااجه إني أشتغل».

كانت ملامح وجهي معبره بما فيه الكفايه وأومأت بمعنى اشرحي أكثر، قالت «أقصد إني مني في حاجة إني اشتغل ولكن أنا ما أحب أقعد فاضيه فقلت اضيع وقت لين ما جامعه تقبلني»، لا أريد أن أنتقد الفتاة، فهي قامت بخطوه جيده بمبادرتها بالبحث عن وظيفه والعمل، ولكن أستعجب من طريقة التفكير التي أراها خصوصا في البنات، علما بأن هذه الفتاة ليست أول فتاة تشعرني بأن الشغل وكسب الرزق والاعتماد على الذات مَعْيَرة ..

ربطت بهذا الموضوع موضوع آخر ونقاش آخر دخلت فيه مع والدي، بوجود مشكلة في طريقة تفكير البعض حول كسب الرزق .. وبالذات في نوعية المهن، فما المشكله إن كان (ابن فلان) يعمل سباكا، أو ابنة (فلان) تعمل خياطه، لا ننزه أنفسنا فكان والدي يقول بكل شفافية: «أنا بنفسي لن يرضيني أن يشتغل ابني سباكا ولكن أين المشكله في ذلك ؟!» ..

ويبدو لي أن المشكله مشكلة فكر اجتماعي حقيقية، والإنسان بطبيعة حاله لا يريد أن يمس ابناؤه أي سوء أو تقليل من افراد المجتمع ، فكيف لنا أن نغير هذا الفكر ونجعل أمرا كشغل الأفراد في مهن حرفيه أمرا اعتياديا لا عيب فيه ؟ .. ربما إن بادر أحد أبناء (فلان) بذلك ..

شؤون اجتماعيةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)