تخطى الى المحتوى

مشكلتي .. طيبتي الزائدة!

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

عندما تمسك مجرم حرب وتقول له «مشكلتك منذ أن عرفتك هي طيبتك الزائدة» سيجيب لك على الأغلب: «صدقت! كان من المفترض لي أن لا أبقي على فلان وفلان أحياء! … وبأن فلان وفلان لم أعطهم حقهم في العقاب!».

وإن أخبرت أي شخص من الشارع أنه يتميز بطيبة زائدة، أو أخبرته أنه إنسان كتوم ولا يظهر كل أحزانه وأن فيه جزء من الغموض، ربما سيفرح لأنك بالفعل شخص تفهمه!

مشكلتي ليست في ما ذكرت، بل أن الناس – وأنا أحدهم – نعتقد دوماً أننا نعرف ما هي مشكلتنا، والحقيقة … هي أننا نعتقد فقط ما نريد اعتقاده.

فإن كانت الشخصية الغامضة مثلاً فيها نوع من الجاذبية، ربما أحلم أن تخبرني بأنني غامض!

ينتقل هذا الأمر لمستويات أعلى عندما يستمر إطلاق هذه الصفات – البديهية – علينا، ونتحول من تقدير الأمور الحقيقية التي تستحق الإشادة بالفعل إلى الاقتناع بالبديهيات بأنها استثنائية لدينا. تماماً مثل صورنا في قنواتالتواصلالاجتماعي. تماماً مثل أي أم مقتنعة أن ابنها أو ابنتها تفوق الأخريات في ذكائها أو جمالها.

وإن سألتني إذاً! … ماذا تريد أن تقول؟!

سأود أن ألفت النظر، بأن البديهيات لا تستحق التركيز دوماً، وربما من الأجدر استيعاب أن كثير من الأمور بديهية في حياتنا! … فالطيبة الزائدة مثلا قناعة بديهية!

وإن أخبرتني أنك كافحت، سأقول لك أنني كافحت بلُغتي! .. أو أنك تعبت، ستقول لك ابنة رجل الأعمال الثري أنها أيضاً تعبت!

…  لا تركز على البديهيات، ركز على ما يميزك بالفعل.

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع