تخطى الى المحتوى

من كتاب: لا تكمل دراستك (٣) + أسباب التوقف عن النشر

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

كُنت قبل عدة أشهر قد وضعت خطة لنشر كتاب: لا تكمل دراستك بشكل دوري على هذه المدونة ، لكن سرعان ما تراجعت بكل صراحة عن هذه الخطوة ، رغم التزامي الشديد بكتابة الأجزاء بشكل دوري  حتى اللحظة ، مع الإكتفاء بعدم نشر الفصول والأجزاء المكتوبة بشكل متواصل.

يعود السبب … لمهاجمة الأغلبية الغالبة لهذه المادة ، وخصوصاً بعض ازدياد العتب من بعض الأصدقاء المقربين وبعض أفراد الأسرة ، لأدخل جدالات محمومة حول عنوان الكتاب دون التطرق للمحتوى ولو بشكل بسيط.

لكن في الحقيقة ، أؤكد أن وجهات النظر (رغم التهكم) ستتغير كلياً في حين اتمام جميع فصول الكتاب ونشره بصفة رسمية ، لما فيه من بعض الأطروحات المبنية على وقائع حقيقية وعدة مراجع مختلفة ساهمت بدعم فكرة الكتاب بشكل موضوعي جدي يبتعد كل البعد عن الطرح العاطفي.

وعموماً لعلي أكتفي خلال المرحلة القادمة بنشر بعض من مقتطفات الكتاب دون تنظيم ، في محاولة مني لإيصال بعض مفاهيمه بشكل مستقل عن عنوان الكتاب بشكل.

قراءة ممتعة للفكرة الثانية ….


لا تكمل دراستك: وأكمل تعليم ذاتك !
 

– ١ –

ليس هناك عاقل على وجه الأرض يدعوا بكل صراحة لعدم إكمال أي تعليم في أي مرحلة من مراحل الحياة ، فالحياة نفسها تُعد مدرسة المدارس لكل من عاش وسيعيش فيها ، وفي المقابل كان اختياري لهذا الموضوع مبني على حجة موضوعية وحقائق لا يمكن إنكارها وإن كانت لا ترتبط بشكل مباشر فيما أعنيه من عنوان هذا الكتاب.

شخصياً … تخرجت من الثانوية بنسبة ٦٦٪ تخصص علمي ، من أحد المدارس الخاصة عالية التكاليف في جدة ، ولعل حصولي لهذه النسبة الضعيفة جداً بكل وضوح ليست بسبب غبائي المفحم دون مؤاخذة ، ولكن ببساطة لعدم قدرتي وحبي ورغبتي لدراسة المواد العلمية (كالأحياء ، الفيزياء ، الكيمياء إلخ.) ، فقد كان اختياري لقسم العلمي بناءاً على ضغط أهلي وضغط المجتمع.

لعلك تقول هنا أن دخولي في تلك المرحلة للقسم العلمي يعد شأني الخاص وهناك الكثير من لديهم القناعة بدخول القسم الشرعي أو الإداري في تلك المرحلة   ، وأقول لك في المقابل أنه بكل بساطة أصبح إيمان كثيرٍ من أفراد المجتمع حول أهمية دخول مثل هذه التخصصات العلمية الدقيقة لأولادهم ، هي مفتاح أول أبواب النجاح وأعتقد أن الأيام قد شككت بعدم صحة هذه النظرية ، وإن كانت على أقل تقدير لمن لم يعملوا في مجالات فمثل هذه التخصصات بعد انتهاء مرحلة الثانوية.

 الضغوط الاجتماعية حول موضوع الدراسة والتخصصات تجعلنا نؤمن بسياسة اتباع مايريده الناس وليس ما نريده نحن أو مايريده معظم أبناء الأُسر. وينعكس هذا المفهوم على عدة طلبات من قبل المجتمع والأهالي مبررين ذلك عبر عدة أُطروجات غريبة … كإقناع الطالب عند الثانوية دخول التخصص العلمية لمحاولة الحصول على نسبة عالية في آخر سنة في المرحلة الثانوية ، ليمكن له أو لها الإنضمام لكلية الطب وإن لم يستطع فكلية الهندسة ، وإن لم يستطع فكلية الإقتصاد والإدارة أو غيرها من التخصصات الإدارية أو المتعلقة بإدارة الأعمال. ولكن في النهاية يكون الطالب قد أدى ما عليه بدخوله بدايةً التخصص العلمي منذ الثانوية ، وحيث يمكننا بنظرة سريعة الحكم على المرحلة التي تلحق الثانوية ، بأن الأغلبية الساحقة ليسوا من هواة التخصصات العلمية . ليست لدي أي مشكلة مع أي تخصص في هذا العالم ، فكل تخصص قد يتحول لأحد الفنون التي يستلذ أصحابها بالعمل فيها ، بل أن كل مشكلتي في هذه النقطة تكمن في الضغوط الاجتماعية التي يكتشف الطالب نفسه بعد فوات الأوان أنه الضحية الوحيدة باختياره ذلك التخصص العلمي ، فليس الأب من سيسهر معه ، ولا الأم هي من تتحمل قباحة مواد لم يفكر الطالب بدراستها في أي يوم من الأيام.

يتبع …

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)
للأعضاء عام

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول

تريدون قصة؟ سأحكي لكم واحدة. كُنت أدرس في المرحلة الثانوية عام ٢٠٠٤م. اتصلت على أحد الأصدقاء (الذين تخرّجوا)، واتفقت معه أن يمر عليَ صباح اليوم التالي ليقلّني من البيت بسيارته في تمام الساعة السابعة صباحًا، في الفترة التي كان فيها معظم من في سني لا يملكون

قصة الحادث الذي لم يغيّر حياتي - الجزء الأول