من هو الفنان؟
الفنان
الفنان … هو من يؤدي عمله الذي يحب -وغالباً ما يحب فقط- .
الفنان … هو من يستمتع بكل لحظات عمله.
الفنان … هو من يرى نفسه يعيش حياته كإنسان أثناء عمله، لا أن يؤدي عمله لمجرد العمل.
الفنان … لن يستغني عن حياته وعمله مهما كلف الأمر.
الفنان … هو من يبرمج من حوله على ظروفه، وليس العكس.
الفنان … هو من يجعل الآخرين يتقبلوه كما هو، دون أي محاولة منه للتضحية من أجل آراء ينتهي مفعولها بعد اختفاء بعض الأشخاص من حياته.
الفنان … هو من يمتلك زمام الأمور في حياته، وهو من يتحكم بها، ويعرف أنه المسئول الأول والأخير عن كل ظرف وكل دقيقة تمر عليه.
الفنان … لا يتخيل أن يعيش حياته بشكل مختلف عما هو عليه!
ويعرف أن إرضاء الناس غاياً لا تدرك، وربما يعيش طيلة حياته بحثاً عن أدق التفاصيل التي تتعلق بفنه حتى يموت.
”يسئلني البعض عن سبب كتابتي لقصص وروايات الرعب، فأجيب: لم تفترض أن لدي خيار آخر في الأساس“
– ستيفن كينج
الإذن بالعمل
لا ينتظر الفنان إذناً بالعمل من أي أحد.
بينما نعيش معظمنا، تحت رأي وإذن كل من حولنا في تحريك أسهل الأمور في حياتنا، فالمهام الجديدة تحتاج إذن المدير، والمشاريع الجديدة تحتاج موافقة المستثمرين، وحتى قرار الاستقلالية التامة من العمل يحتاج دعم شريك المنزل وصديق الطفولة، ولست ضد ذلك بالطبع، لكن ترعبني تلك الفكرة عندما اتخيل وجوب تأدية كل خطوة في حياتي كإنسان مصاحبة بموافقة أو إضافة ما من شخص آخر، نعم أفهم أن الحياة بطبيعتها خُلقت للمشاركة والتعايش، لكنني أفهم أيضاً أن الحب غريزة يجب أن تسخر لتخرج بمنتج أو عمل إيجابي يُعمر الأرض، لا أن نؤدي ونعيش كل يوم حياة لا نرى أنفسنا فيها.
هل لي أن أرسم لوحة إضافية من فضلك؟
هل لي أن ألحن أغنية جديدة؟
هل من الممكن أن أخترع اختراعاً جديداً؟
هل أستطيع كتابة كتاب جديد؟
كلها أسئلة مضحكة في ظاهرها عندما نتخيلها تُسئل من قبل أي شخص، ولا يسألها المخترع والفنان والكاتب. ولعلي أجد العكس تماماً في حياتنا وفيما يتعلق في العمل كعمل، وأسمع في عقلي الآن توبيخ أحد الأصدقاء لصديقنا الثاني يعاتبه لخلافه مع مديره لرفضه ارساله لدورة خارج المدينة!
لا يعيش الفنان هذه المعضلة، بل يسخر كل جهوده ليؤمن كل من حوله بما يريد، بل ويعكس كل سلبيات حياته لإيجابية تخدمه مع الوقت (مهما طال الوقت)، فيعيش ويفهم كل من حوله أن هذه هي حياته وهذا فنه الذي اختاره لنفسه وإن واجته الكثير من الاعتراضات عليها في البداية، سنتحول فيما بعد (نحن المعترضين على أسلوب حياة صديقنا الفنان) لباحثين عن فرص تسمح له بأن يعيش فنه، ربما زبون جديد له، أو مشروع يناسبه، وربما سنتحول تدريجياً لنصبح طلاب علم لديه لنتعلم من فنونه، وتصبح المسألة مسألة وقت لا غير، لننسجم كلنا مع أسلوب حياة صديقنا الفنان، وكونه أحد أفردا مجتمعنا.
من كتابي القادم: #كتاب_ثورة_الفن
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.