نمط الحياة في السعودية - لغير السعوديين (مقتبس من الكتاب القادم)
أشارككم اليوم أحد أهم الصفحات التي كتبتها في الكتاب القادم، والتي لم احتمل أن أمنع نفسي عن نشرها الآن …
—–
«أصبح الموظف الأجنبي أكثر وعياً عن ما كان عليه فترة السبعينات والثمانينات، عندما كان يترك الواحد فيهم أبنائه وزوجته في بلدهم، فقط من أجل الحصول على مال إضافي. أصبحوا يعلمون أن هذا الأمر سيدمر عوائلهم واستقرارهم الاجتماعي والنفسي، والآلف منهم قد تخلت عنهم زوجاتهم وأبنائهم بسبب هذا الإنفصال المؤلم من أجل لقمة العيش، وقد يصل الأمر إلى حالات كثيرة من القصص الزوجية المأساوية من الطرفين بسبب البُعد.
تخيل أنك وزوجتك تعيشون طيلة عشرة سنوات وأنتم متزوجين وفي نفس الوقت غير متزوجين!
وفي قانون عمل مثل قانون السعودية، يمنع لك في حالات كثيرة كغير سعودي أن تتزوج، وأيضاً لا يسمح لك في حالات أكثر أن تُحضر زوجتك إلى المملكة، هذا وأنا أتحدث بعيداً عن فرصة تقبُّل الزوجة لنمط الحياة الصعب نسبياً في السعودية أصلاً.
أكثر الأمور قسوة في هذا النمط من الحياة هو عندما ينتهي الموظف من قضائه لثلاثين سنة في العمل خارج بلده، ويعود ليصبح تماماً مثل الضيف عند عائلته!.
سمعت بعض القصص في هذا الشأن والتي قادتني لحد البكاء في الحقيقة. فعندما يزور هذا الأب الذي يعيش بعيداً عن بلده أبنائه كل إجازة يستقبلوه بكل حفاوة ومحبة … لماذا؟
لأن البنك قد آتاهم!
يتحملوا وجوده -الذي لم يعتادوا عليه- أسبوعاً أو أسبوعين وثلاثة، ثم يعود مرة أخرى إلى البلد التي يعمل فيها. وعندما يُنهي الثلاثين سنة، يعود إلى وطنه ليكتشف أن المعلم الأول والأخير في عائلته هو الزوجة، ويكتشف أن دوره انحصر تماماً في إرسال المال فقط، وقد انتهى هذا البنك من توفير المال الآن. فتصبح العلاقة من قِبل الأبناء اتجاه آبائهم بمثابة الإسترجاع أعزك الله، لا يستطيعون تحمل شخص يأمرهم وينهيهم ويعتبر نفسه أباً حقيقي عليهم، وهو بالنسبة لهم مجرد علامة دولار!»
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.