هدايا عيد الميلاد (مقالة ساخرة)
لو كنت أفهم نفسي أكثر لأعطيت «شواية الغاز» الضخمة التي اشتريتها قبل شهرِ ونصف لقب الهدية الرسمية لنفسي في عيد ميلادي، ولأعطيتها لقب أعظم استثمار قُمت به هذا العام. من فرحتي بها، كنت قد خرجت من باب المطبخ إليها في الحوش الخلفي مرتين يوم وصولها للتأكد أنها لم تتحرّك. تمامًا كما كُنت أفعل عندما اشتريت جهاز البلاي ستيشن في طفولتي. جزء مني غير مُصدّق إنها موجودة في حياتي.
تعرّفت عليها عندما كُنت مقيمًا في ميامي قبل عامين، ووعدت نفسي أن أشتريها فور عودتي لجدة، إلا أن أفراد العائلة وقفوا ضدي بالمرصاد لأنها -حسب وصفهم- أداة تعمل فقط في فصل الشتاء، ولا قيمة لها في غير ذلك مع الرطوبة والشمس الحارقة. على كل حال، نفس المعترضين قاموا بتلبية دعوة (بل حفلة عشاء مشاوي) ضخمة احتفاءً بها. مثل قصص النجاح وعلاقة الحب، يتم مدحها بعد أن تُثبت نفسها في وقتٍ لا تحتاج فيه إلى الدعم.
الأمر الظريف إنني خشيت أن أكون قد مصّختها بسبب رغبتي في شواء كل شيء فيها. تحوّلت صينية السمك التي كانت يجب أن تُطبخ في الفرن إلى سمك مشوي، وأيضًا السجق التركي أصبح رسميًا لدينا لا علاقة له بالطاوة. الخضروات التي كان يفترض بها أن تكون مبخّرة أو بالفرن هي الأخرى لم تسلم. تبقّى لي فقط شواء المكرونة والسلطة.
تستفزني أحيانًا أمنياتي في هذه الحياة، وأستغرب من نفسي عندما يقف أحد أصدقائي متخيلًا رغبته في اقتناء «البورش تارجا» أو ساعة الروليكس ذات الإصدار النادر، وأقف بجانبه متخيلًا حُلمي في توظيف طبّاخ مبدع من دولة الهند لا همْ لديه إلا أنا، أو رغبتي الطاغية في سماعة بلوتوث أعي تمامًا إنني سأهريها استخدامًا مع حس مسؤولية وأبوة يمنعني من شرائها. إلا إن توزيع الأرزاق يبهرك أحيانًا كلما أعطيت أمنياتك حسًّا واقعيًا أكبر؛ فقد وصلت السماعات كهدية رسمية من أخي العزيز عُمر عاشور، والتي كانت هي الأخرى قد نامت بجانبي أول ليلتين من فرحتي بها، ولتكون هدية عيد ميلاد رسمية.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.