هل إحساس الحب يكفيك ؟
لا تضيع حياتك في تنفيذ أحلام الآخرين …
لا تدع صوتهم يعلو على صوت قلبك …
اتبع حدسك للنهاية …
– (من كلمة ستيف جوبز في حفل خريجين جامعة ستانفورد عام 2005 )
حسناً …
أعاني مؤخراً القليل من الأرق وكل من حولي أجزم أن ذلك بسبب كثرة التفكير حول مستقبلي المجهول خلال الفترات القادمة ، وذلك بعد استقالاتي من إحدى الشركات الصغيرة التي كنت أحد مؤسسيها ، بسبب عدم اكتمال قصة الحب التي رُسمت منذُ بداية الطريق . وأعتقد أنها لم تبدأ في الأساس!
لم تكن استقالتي مأساوية ولله الحمد ، بل انتهت بكل ود واحترام مكتشفاً أن مجال العمل لم يكن هو المحُبب بعكس نظرية جون ماكسويل التي تأكد أن « الإستقالة هي إستقالتك من الأشخاص وليس من عملك » ..لأبدأ قصة حب جديدة كما نوهت في أحد المقالات السابقة.
عموماً اتضح أن سبب الأرق خلال الأسبوعين الماضية كان دواء (أتعاطاه) للإقلاع عن التدخين وقد تم اكتشاف هذا الأمر بعد استطلاعي حول الأسباب المؤدية للأرق لأجد أن من أهمها هو تأثير الأدوية الجديدة على الشخص أو تداخل تراكيبة جديدة مع أحد الأدوية القديمة بشكل لا أفقهه أبداً (مع العلم أن زوجتي الكريمة تعمل مشرفة صيدلية في أحد مستشقيات جدة العريقة كما تحب أن تطلق عليها) والتي لم تشرح لي مثل هذه المعطيات!
أعود لأحساس الحب .. أعتقد وبشكل كبير أن تأثير الآراء المحيطة محبط نوعاً ما فيما يخص حياتنا ، رغم نضوج بعضنا الكافي لتجاوز مثل هذه الآراء.
صُدمت مؤخراً بعد أن عرفت الوظيفة السابقة لأحد أقربائي (المتقاعدين) منذ فترة طويلة. وحيث كان يشغل وظيفة « مدرس رياضة » وحقيقةً لا علاقة له بالرياضة بأي شكل من الأشكال (عقلاً أو جسداً). وكان جُل ما أذهلني أن معرفتي لهذا الشخص تعدت العشرين سنة آخذاً بالاعتبار سنوات الطفولة ، متخللاً سؤالاً لم أجد إجابته حتى اللحظة ، كيف اعرف هذا الشخص منذ عشرين سنة وهو يعد من أقارب الدرجة الثانية إن صح التعبير ولم أعلم أنه كان مدرس رياضة ؟ مع سؤال آخر كيف كان يملك مكتب خدمات إلى جانب عمله الحكومي ؟
عموماً انتهى تحليلي بأن هذه الوظيفة التي كان يشغلها لم تكن قصة حب وإنما (زوجة عمل) أجُبر عليها من قبل المجتمع ليضمن مسيرته في « الآمان الوظيفي » إن صح التعبير العام.
أتسائل أحياناً ، لما كان عليه تمضية كل هذا العمر في شيء لم يتطرق إليه حتى ولو بالخطء في مجالسنا العامة ؟
تخيل نفسك… شاغلاً وظيفة لمدة عشرين سنة وبعد تقاعدك تقضي نفس الفترة أو أكثر وبعض الأقربين من حولك لم يعرفوا أين كنت تقضي صباح كل يوم.
أعتقد ملياً أن الحب قد يغُني كثيراً عن إحساس الآمان المزعوم ، فقد يقود الحب لثورة عمل تستمر أيام متواصلة وعمل شاق لا يستطيع المشاهد العادي استيعابه.
واستغربت لماذا لم أخصص وقتاً أطول في التفكير قبل خطواتي السابقة قبل الخوض في أشياء لا أحبها! عموما ً أصبحت دعوتي الآن بجعل الحب هو المقياس والحدس هو المرشد في كل عمل .. وخصوصاً خوضي بعض التجارب الرومنسية السابقة.
أتعلمون ماهو إحساس الحب؟ نعم .. هو عدم الشعور بالملل والصبر على المحبوب في مضايقاته.
و أرجو أن أكون خير حبيب لعملي المنزلي/المجتمعي الجديد.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.