هل شخصيتك ضد أهدافك؟
هذا الشهر يا أعزاءي شهر الأهداف التي ننسى أننا وضعناها كأهداف! ولا يخرج كاتبكم عن هذه العُقدة كل عام، شأنه شأن كل طموح يحاول الارتقاء بنفسه وحياته إلى الأفضل. على كل حال، منذ عشر سنوات لا تخرج الأهداف عن أهدافٍ متعلقة بالكتابة بالدرجة الأولى بالنسبة إلي. عددُ كلمات أقل أو أكثر يجب أن تُنجز، حماسات منقطعة النظير للجيم، وحلفا يمين بأن الأكل سيعتدل عمّا قريب. ناهيك من الطموحات القرائية والعملية التي سرعان ما تعود إلى لياقتها الطبيعية في وقتٍ قياسي.
لا يمكن للإنسان أن يستمر في الارتقاء إن لم يتعلّم من التاريخ؛ تاريخه الذي أودى به إلى ما هو عليه اليوم، ليتجنّب من خلاله الأخطاء.
أُعيد اليوم تأملي في أن الإنسان يجب محاولة الانسجام مع شخصيته وعاداته وطبيعته البيولوجية والنفسية عوضًا عن التوجّه إلى الابتكار. ولذا، يكون التحدي الدائم هنا في البحث عن الطرق المعقولة لتحقيق الأهداف عوضًا عن الاستعانة بالحماس الزائد.
ماذا يضر إن حددنا ثلاثة أيام في الأسبوع لرياضة الأثقال عوضًا عن رياضة يومية (من المحتمل كثيرًا أن يتم التقصير فيها)؟ ماذا عن عدد ساعات نوم – والله العالم أنها لا تأتي بسهولة – نستعين بها لمزاج عليل وأيامًا أهدأ، بدلًا من الركض، ومحاولة بائسة للسهر والاستيقاظ المبكر في الوقت نفسه!
يتحقق النجاح – كما يُشير إيريك بيركر – إن تواءمت شخصيتك وظروفك بشكلٍ كبير:
«النجاح ليس نتيجة لصفة واحدة؛ يتعلق الأمر بالمواءمة بين هويتك والمكان الذي توجد فيه. المهارة المناسبة في الدور المناسب. أن تكون شخصًا طيبًا محاطاً بأشخاص طيبين. إنَّ تُوجِد قصة تربطك بالعالم بطريقة تجعلك تستمر. أن تكون ضمن شبكة تساعدك، ووظيفة تعزز انطواءك أو انفتاحك الطبيعي. أن تملك مستوى من الثقة يجعلك تستمر في أثناء التعلم، وتسامح نفسك عند الإخفاقات الحتمية. التوازن بين الأربعة الكبار هو الذي يخلق حياة متكاملة دون أي ندم. »
ربما هنا تكون نقطة الانطلاق تجاه الأهداف!
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.