تخطى الى المحتوى

هوايتي الجديدة: اصطياد الأخطاء

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

هذه المقالة نُشرت على صحيفة مكة.

لدي هواية جديدة هذه الأيام وهي اصطياد وتغريم عديمي الإحساس من يقفون موقف سيارتين. إضافةً إلى من يستهويهم الإغلاق على مواقف سيارات الاخرين أكثر من عشرة دقائق (والفئة الأخيرة تتفنن أحياناً بركوب سياراتهم والذهاب دون اعتذارات).

خرجت الأسبوع الماضي من مكتبي مسرعاً للِحاق بلقاء لم يتم التخطيط له، كان المشوار يستغرق من مكتبي إلى هناك بالضبط ١٥ دقيقة، وهذا الوقت بالضبط الذي استلزمني انتظار السيد الكريم صاحب السيارة التي أغلقت علي. دخلت على كل مطاعم ومحلات المبنى الذي يوجد فيه مكتبي سائلاً عن صاحب السيارة، ليقوم أحد المحتسبين بإبلاغي أن الأخ صاحب السيارة يتواجد في المكتب الذي بجانبي فوق.

قمت بالاتصال على المرور، وأخبرتهم بأمر هذه السيارة، واقترح علي العسكري خلف السماعة بتحميل تطبيق «كلنا أمن» ليمكنني من خلاله تصوير مثل هؤلاء المخالفين وكتابة ملاحظاتي تحت الصورة، ليتولوا هم الباقي … فقط بهذه البساطة.

وكأن هذا العسكري فتح علي مهام عملية جديدة كانت تنقصني خلال يومي، أصبحت ألتقط الصور يميناً وشمالاً (خصوصاً المخالفين في مواقف المكتب) فيوجد محل دونات، إضافة لمحل مكسرات وشاورما وكل زبون (تقريباً) لهذه المحلات يبرر لنفسه توقيف السيارة بأشكالها الفوضوية بحجة أن طلبات تلك المحلات لا تحتاج أكثر من خمسة دقائق في المعدل ليحصل الواحد فيهم على طلبه ثم ليعود إلى سيارته. طبعاً خلال تلك الخمسة دقائق (٢٠ دقيقة فعلياً) يقوم محتسب مثلي بالتقاط الصور لسياراتهم، وأركز على التقاطها كلما أتيت إلى المكتب ولم أجد موقف لسيارتي بسبب وقوفهم الخاطئ والمستفز.

بالمناسبة … عند خروجي البارحة من المكتب في المساء، وجدت أحد أصحاب «الدينْات» يتلقى وابلاً من التوبيخ من أحد الأحباء الذي أُغلِق على سيارته فترةً من الزمن، وفي الحقيقة كانت تملكني رغبة جدية لتعليمه في تلك الأثناء هواية جديدة!


تنويه: هذه المقالة ليست إعلانية.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم

مطاعم: * قبل ثلاثة أسابيع، شرّفنا أخيرًا أحد أبناء إخوتي الذي يزورنا بشكلٍ موسمي كل ثلاثة أشهر، في اجتماع العائلة الأسبوعي. وحكى لي القصة التالية: اقترح عليه صديقه أن يزوروا مطعماً يقدّم ألذ لحم أوصال في العالم، وموقعه في مدينة جدة، خلف سوق الشعلة، اسمه «مشويات بيت الشهباء»

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم