وهم الحبسة الإبداعية
قمت بعمل عرض تقديمي صغير العام الماضي في معرض الكتاب في المنطقة الشرقية، كان آخر سؤال تلقيته ممن تكرّم علي بالحضور عن كيفية التعامل مع ما يُسمّى «حبسة الكتابة» أو الـ Writers Block. وأجبت الإجابة الاعتيادية: أن «حبسة الكتابة» ليس لها وجود. بالطبع إجابتي لم تلقى القبول أو الترحيب.
حبسة الكتابة هي خليط بين الكسل أو الخوف، أو أحدهما. فالإنسان المرهق لا يستطيع أن يكتب؛ بل من الصعب عليه أن يُنجز أي شيء، والخائف سوف لن يقدّم أي شيء لخوفه من آراء الأخرين أو ردة فعلهم.
نفس الشيء ينطبق عمومًا على كل الفنون، وهي ما يُطلق عليها «حبسة الإبداع» Creative Block.
يقع بعض الفنانين ضحية فخ محاولة إبهار الآخرين دون تركيز أكبر على جوهر العمل، تمامًا كما يحب أن يظهر رواد الأعمال أحبانًا للحديث عن أعمالهم أكثر من التركيز على تنميتها، ومثل الأطباء الذين يصرفون ساعات أكثر على تويتر من عياداتهم وأبحاثهم.
أميل مع المدرسة التي تقول أن الفنان يجب أن يُنجز أعماله التي يتمنى رؤيتها من قِبل فنّانين آخرين. كما أن الكاتب يجب أن يكتب ما يود قراءته. يتواصل مع نفسه أولًا، ثم يُظهِر هذا التواصل للآخرين.
الفنان هو عميل نفسه الأول، وعندما لا يكون كذلك.. سيقف أمام وهم حبسة إبداعه متوقعًا أنها سبب عدم إنجازه للعمل.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.