كل ما نحتاج إليه أحيانًا كلمة واحدة لنتحرّك
ربما يستحق الأمر أن ننتبه أكثر لكل كلمة نلقيها على الآخرين
أتحدث مع صديقي العزيز فؤاد الفرحان قبل عدة أيام، يبلغني سلام صديقنا المشترك الروائي القدير طاهر الزهراني الذي أوصل مع سلامه رسالة كان مضمونها «خلّي أحمد يكتب أكثر»، ومثل هذه الطلبات التي تأتي من أحبّة تعني لي الكثير شهادتهم، وتشعرني أكثر بتواضع صادق، فإنني لا أملك إلا أن أشحذ الهمّة، وأعيد تفعيل خاصية كُنت قد اعتدتها منذ سنوات، وهي الكتابة اليومية أو شبه اليومية.
أعيش هذه الأيام إجازة مطوّلة، بصعوبة أجد في بينياتها وقتًا لإنجاز المهام المعلّقة المرتبطة بعملي التجاري. معتقدًا أن الأوقات المحدودة لا تعطي الإنسان مساحة للأشياء المهمة مثل الكتابة في حالتي. على كل حال، أنا سعيد لأنني منتظم بجدولي الرياضي شبه اليومي، وحزين لأنني مقتنع بأن مساحة الكتابة كانت يجب أن تكون معلّقة؛ حتى أتت كلمة واحدة من شخصين يعنيني رأيهما وطلبهما. وها أنا أكتب مقالتي الخامسة خلال العشر أيام الماضية.
كل ما يحتاج إليه الإنسان أحيانًا كلمة واحدة فقط لتحرّكه من الشخص المناسب.
بعد الكلمة، نستوعب أن قدراتنا تحمل الكثير من الأمور المعرقلة من ذاتنا.
تعلّمت عن تأثير الكلمة الحاد عندما كُنت في المرحلة الثانوية، فقد عاتبت صديقًا عزيزًا وقتها على أمرٍ ما، لأجده فجأة ودون مقدمات كان قد غرِق في بكائه، وهذا ما أكّد لي بأن تأثير الكلمة أحيانًا يتجاوز ما نتصوّره في عقلنا. ومنذ تلك اللحظة اتخذت قرارًا مصيريًا بأن أكون حذرًا قدر المستطاع في استخدام كلماتي تجاه الآخرين، لأنها تؤثر بشكلٍ مباشر في على من يسمعها، مهما ادّعى العكس. وها هو تأثيرها قد حرّكني، وكسر قناعة مؤقتة، بأنني لا أملك وقتًا كافيًا للكتابة؛ مع أنني أنهيت تحرير وكتابة معظم أجزاء كتابي ما قبل الأخير «كله خير: كتاب ساخر لحياة أسهل» في صيف عام ٢٠٢٣م.
ربما يستحق الأمر أن ننتبه أكثر لكل كلمة نلقيها على الآخرين.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.