اللهم إني صائم – الجزء الثاني
قرأت من كتابي عُمر طاهر (من علم عبدالناصر شرب السجائر) و(كتاب المواصلات):
- عندما قرر ناصر تعيين هيكل وزيرًا للإعلام، شعر هيكل بالقلق لأنه كان يتوقَّع أن يزيحه ناصر عن «الأهرام»، لأنه لا يُفضِّل أن يشغل أحد منصبين. وذهب هيكل غاضبًا إلى الكاتب لطفي الخولي في بيته، وأخذ يشكو له من ناصر واحتمالات الغدر القائمة وقراراته العشوائية. وكعادة الوقت، وصلت إلى ناصر تفاصيل الجلسة كاملة، وأغضبه بشدة كل ما قاله هيكل، لكنه لم يؤذه، واكتفى بإصدار قرار بالقبض على لطفي الخولي.
- قصة خطف الملك فاروق لناريمان من خطيبها، تبدأ من محل جواهرجي، أسرَّ له الملك ـ كصديق. بمواصفات العروس التي يبحث عنها بعد طلاق زوجته الأولى: صغيرة السن، بلا أخ أو أخت، وملامح أقرب لواحدة يعرفها الجواهرجي كان يحبها فاروق لكنها طفشت من البلد بسببه. وذات يوم دخلت ناريمان محل الجواهرجي مع خطيبها لشراء خاتم الزواج، ووجد فيها الجواهرجي كل المواصفات التي يبحث عنها فاروق، فطلب منها العودة في اليوم التالي ليعرض عليها بضاعة جديدة. وفي اليوم التالي هيأ الجواهرجي لفاروق مكانًا يراقب منه ناريمان. وبعد دقائق قليلة كان فاروق قد اتخذ قراره. ولا تذكر كتب التاريخ ماذا كان مصير خطيب ناريمان، لكنه اختفى من الصورة، ويبدو أنه تعرض لما جعل هذا الزواج لعنة على فاروق وناريمان. وبقي الجواهرجي يعرفه الناس ببضاعته الراقية وأخلاقه الواطية.
- أي واحدة لديها مشكلة ما مع زوجها وطلبت مني نصيحة زوجية، سأقول لها نصيحة واحدة أيًّا كانت المشكلة: «روحي للكوافير، الرجل تافه»، وإذا طلب مني رجل نصيحة مستقبلية عن الزواج سأقول له نصيحة واحدة: «لا تتزوج واحدة كسول»، كسل المرأة ينعكس على كل شيء في حياتها، من التعبير عن مشاعرها إلى ضبط درجة الملح في الطعام.
التعليق:
قد يُفكر أحد القراء الكِرام أن الأمر المشترك في الرجال الثلاث في مواضع مختلفة هي «تفاهة وغباء الرجال». وقد يري آخرين أن المشترك قد يكون تفاهة من ناحية وامتلاك حس مضطرب وشاطح من ناحية أخرى. نفس هذا الحِسْ مثلًا نجده في الوظائف التي تمتلك نوعًا من الإقدام الفكري والكلاحة والتي غالبًا ما يفوز بها «رجل» أو سيدة «ببعضٍ من شخصية رجل» كمطابخ المطاعم والمبيعات والوظائف الهندسية. مثلها مثل المغامرات العملية الأخرى التي تُطهِر أخطار غير واعية وقتها وسهلة التبرير بعدها.
لا تجد السيدات في عالم الأعمال مرنين في فكرة التعامل مع الأرقام الكبيرة (سواءً كانت محاولات الحصول على استثمارات إضافية أو قروض بالملايين من البنوك) ناهيك عن الحالة العالمية الشهيرة التي تُرجّح كفة الرجال في تفاوضهم على زيادات لمرتّباتهم أكثر من النساء.
تميل في اعتقادي السيدات في حياتهم إلى كل شيء تكون سمته الاستقرار، وهو عكس ما يميل له الرجل الذي يشعر دائمًا بأن شيئًا ما ينقصه، وهو ما يدفعه للتفكير خارج الصندوق، مع امتلاك مساحة أكبر لتحمل المخاطر. هذه المساحة تتشكّل لاعتقاده أن ما ينقصه.. فيه نقص لرجولته.
على كل حال، دائمًا ما أستشهد بعدة قصص كانت أبطالها سيدات اختاروا ألا يخسروا بدلًا من استجابتهم لمكاسب وردية اقترحها شركائهم؛ أحدها إصرار الزوجة على عدم انتقال زوجها إلى وظيفة بضعف الراتب «لأنه لا يستطيع في المستقبل التعامل مع مشاكلها نفسيًا» فهي تعرف عن خراعته وتردده أكثر بكثير مما يؤمن هوا بقدراته. وقد يكون بالفعل ما ينقصه في هذه الحالة «ضِعف الراتب» ولكن شطحانه لا يريه أن الزيادة مربوطة بأشياء بالفِعل تنقصه.
ولا أعلم إن كان شكرها بعد سنوات من اقتناعه برأيها (الذي كان على ما يبدو سديدًا للغاية).
كان الله في عون الجميع.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.