تخطى الى المحتوى

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم

مطاعم:

  • قبل ثلاثة أسابيع، شرّفنا أخيرًا أحد أبناء إخوتي الذي يزورنا بشكلٍ موسمي كل ثلاثة أشهر، في اجتماع العائلة الأسبوعي. وحكى لي القصة التالية: اقترح عليه صديقه أن يزوروا مطعماً يقدّم ألذ لحم أوصال في العالم، وموقعه في مدينة جدة، خلف سوق الشعلة، اسمه «مشويات بيت الشهباء». وقد زار المطعم برفقة أصدقائه، وأكتشف أنه حسب وصفه «ألذ مطعم أوصال في العالم فعلًا». وقمت بدوري بعدها بيومين بجرْ الصديقين فؤاد الفرحان وإياد مشيّخ لتناول العشاء فيه، الذين يتحفوني بعدم ممانعتهم لأي اقتراحات مهما كانت شاطحة في أي وقت. انصدمت من شدة الزحام، وكان مدير المطعم (رجل جدّاوي لطيف، قصير القامة يرتدي نظارة شمسية في المساء) قد استقبلنا استقبال الملوك، في أثناء تهزيئه لبعض الزبائن الآخرين الذين هلكوه بملاحظاتهم حول الطلبات والجلسة، في مطعم أسهل تشبيه يُطلق عليه «كخلية النحل».

توقفت أمام الكاشير، وسألته عن الوقت المتوقع للانتظار، وأخبرني إننا سننتظر حوالي النصف ساعة. ومن خبرتي تعلّمت أن أي وقت انتظار يخبرك به أي مطعم سوف يكون واقعيًا أقل بالنصف. أخبرت الشباب أن الانتظار سيكون حوالي الربع ساعة إلى العشرين دقيقة. وقد انتظرنا ساعة كاملة.

طلبنا كيلو أوصال (١٢٠ ريال) بناءًا على توصية ابن أختي، ونصف كيلو كباب (٦٠ ريال) مخالفين توصيته بعدم طلب أي شيء سوى الأوصال. أثناء الانتظار، حاولت رشوة المدير وتهدئته من أجل التوسط لنا سريعًا بطاولة، بإخباره إنني سأقوم باقتراح تجربة المطعم لقرّاء مدونتي، ليرد عليَ بصوت مرتفع كاستمرار لنغمة توبيخ سابقة لأحد الموظفين بقوله: «لا تكتب عننا، محنا محتاجين ولله الحمد، أهم شيء تنبسطوا وتكرروا الزيارة». كانت شخصية المدير رغم الصوت المرتفع، فكاهية ومرحة للغاية (شعرت للحظات أنه شخصية روائية بامتياز)، وأحسست أن الزبائن والموظفين معتادين عليها، مما أعطاني إحساسًا بالتطفل والتأخر على هذه الزيارة التي يجب أن تتم منذ وقتٍ طويل.

صورة للطبق بعد أن نسيت تصويره فور وصوله

كان الأكل لذيذًا للغاية، ولكنه بالتأكيد ليس أفضل مطعم أوصال في العالم. وقد نجح المطعم في تحقيق المعادلة السحرية (الطعم، القيمة، والتجربة).

  • قصة الأوصال لم تنتهي بعد، ذهبت مع إياد مشيّخ إلى مطعم «مشويات كابل»، والذي كان خيارًا لجلسة نقاشات تجارية عميقة. كان المطعم شعبيًا للغاية، وهو الآخر اقتراح قديم من أحد أقربائي. كان لذيذًا، إلا إنه افتقد الأجواء الترفيهية التي كانت في الاقتراح السابق. أنصح به.

أود أن أنوه أن هناك نوعين من المطاعم التي أحبها في هذه الحياة، المطاعم الشعبية، والمطاعم الفاخرة (الحقيقية). ولا أقصد بالمطاعم الفاخرة المطاعم ذات السعر المرتفع فقط، بل ما تقدّم تجربة حقيقية متكاملة، وأعتبر النوع الأخير هو أحد مصادري الكُبرى والعديدة للإحساس بالذنب في هذه الحياة.

  • اكتشفت أيضًا أحد أفضل المطاعم الإيطالية في جدة. يقع في حي أبحر اسمه «إمباستو سيفين»، دعاني عليه الصديق فؤاد الفرحان، على العشاء بمناسبة ولادة ابني الجديد عبد الملك. وقد حقق المطعم المعادلة السابقة بامتياز. الأسعار ممتازة، والمطعم يعطي إحساسًا بالحميمية لسكّان كوكب أبحر، كما أنه أحد المطاعم التي تقدّم الباستا بعد تقليبها في إطار جبنة البارميزان.

سمعت أن ملّاكه هم سبعة آنسات، ولذلك سُميَ إمباستو سيفين، والله أعلم.

بودكاست:

  • نشرنا أربع حلقات من بودكاست بارتشن مؤخرًا (الخامسة، السادسة، السابعة، والثامنة) كانت حلقات مثرية في الحقيقة. وأعتقد أن الله اصطفاني لأكون أول من يستفيد من هذه الحلقات قبل الآخرين مع الضيفات الأخوات الكريمات. تحدثنا عن العلاج الطبيعي، وعمل المرأة وتوفيقها مع بيتها، وعن العلاقات واحتياجات الجنسين وربطها بالعمل، وعن الجهاز العصبي والطب الشمولي. أقترح أن تشاهدوها كلها، دون أمر.
  • نُشِرت حلقة ابن عمتي ورفيق طفولتي أكرم جمل الليل على بودكاست بترولي. حلقة تحمل تفاصيل شيقة وقصة فيها الكثير من الإسهاب عن مرض ثنائي القطب.
  • الصديق العزيز ناصر السريع (الذي كتبت عن ابنه طلال) حلْ ضيفًا على بودكاست بترولي أيضًا. تحدث عن الشركات العائلية واستمراريتها وزوالها بطريقة شيّقة للغاية.
  • استمعت للأسطورة الكاتبة آبيغيل شرير في حلقتين، مع جو روغان، ومارك مانسون. تحدّثت فيهما عن الجزء التخبيصي في تعامل النفسانيين مع الأطفال، وكيف يمكن (أحيانًا) أن يكون الهوس بدور المعالج النفسي مضرًا أكثر من نفعه. لستُ طبعًا ضد الاستعانة بالأخصائيين النفسانيين، إلا إنني ضد الاستعانة بهم طيلة الوقت ومع كل طزة إبرة. أكثر ما لفتني كان مداخلة جو روجان التي قال فيها «أن الإنسان إن تحدّث طيلة الوقت عن مشاكله، فستكبر مع الوقت». ربما سأسهب في مقالة أو جلسة بودكاست مستقبلية عن الكتاب.
  • ولأنني افتُتِنت بكلام السيدة شريِّر، قمت مباشرة بطلب كتابها «العلاج السيء: لماذا لا ينمو الأطفال» (Bad Therapy). وصلت تقريبًا إلى منتصف الكتاب، ووجدت لغته سهلة ومحتواه تحفة فنية. أنصح به بعنف.
شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

بعض الأفكار لتحدّي النفس

أسهل طريق للتخلّص من شخص مزعج، أو شكّاء، أو سلبي في حياتنا هي مقاطعته. لكنه ليس الطريق الأصح.

بعض الأفكار لتحدّي النفس