تخطى الى المحتوى

في نقد كُتّاب الرأي الشباب

الذين يكتبون مواضيع تعبير مدرسية

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة
في نقد كُتّاب الرأي الشباب
Photo by Julia Maior / Unsplash

اعتراف..

معظم مقالات المدونات التي أقرأها هي إما شرح لفكرة، أو رأي، أو نقل عن آراء الغير، أو قصص حياتية يومية تكون انعكاسًا لحياة المدون وآرائه. أما مقالات الرأي في الصُحف العربية خصوصًا للكُتاب الشباب، فمعظمها – بأقصى وصف لها – «مواضيع تعبير» على غرار ما كنا نمارسه في المدرسة، مثل الكتابة عن أسبوع الشجرة أو أسبوع المرور.

هذه الملاحظة، أو هذا النمط، لاحظته يتكرر عندما يرسل لي أحد الأصدقاء (وهم كُثر) مقالته التي نُشرت في إحدى الصحف المحلية مؤخرًا، وأقرأها، لأجد فيها تسجيل حضور، وبالكاد محاولة لتسجيل فكرة من زاوية تستحق الاهتمام!

أستسمح القارئ من جرأة اعترافي هذا، إلا أنني من فئة المشجعين على الكتابة الحرة التي تملأ روح الكاتب قبل قارئه، ولست مع ملء الفراغ الناقص لصاحب المنصب الذي قرر أن ينضم إلى نادي الكُتاب راكضًا. ولعل التدوين في المواقع الخاصة، حيث لا يتسم باتساع رقعة التعرض شبه المضمونة للعوام، يجعل كل كاتب فيها يكتب لنفسه، محملاً بمسؤولية متابعيه المحدودين ودائرته الصغيرة الواثقة به.

أما الكتابة بأسلوب:

«الكذب هو آفة الأمة، ونقيض الحضارة، والقاضية على المبادئ. الكذب حرّمته كل الأديان، وعلى القائد أن يحترم من حوله ولا يكذب عليهم.. إلخ المقالة».

فهي ليست سوى ترديد لبديهيات لا تستدعي الكتابة.

وأدعو القارئ الكريم إلى أخذ جولة على آخر مقالات الرأي في الصحف التي يواجهها في فضاء الإنترنت، وسيجد أن ما أحاول قوله ليس فيه مبالغة، وهو ما قد يشجع اتهامي بأن بعض زملائي الأفاضل من كُتاب الرأي في الصحف يودون تسجيل الحضور أكثر من قول الحقيقة التي تعكس وجدانهم وفكرهم وتأملاتهم.

سبب كتابتي لهذه المقالة المفاجئة هو اقتراحاتي التي نشرتها أمس حول مقالات رأي غربية شديدة العمق والتركيز والأبعاد (والروعة)، ولأنني أغار، فوددت أن تتسم غيرتي بشيء من محاولة التغيير بالنقد!

هذا النقد الذي قد يكون سببه ثقافة الصُحف التقليدية، التي تُلقي بظِلالها التحريرية على كل من يحاول أن يكون كاتبًا.

عن الكتابة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.


المنشورات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا تنظر إلى أعمالك السابقة كثيرًا

دائمًا ما توجد مساحات للتعديل في كل شيء، دائمًا هناك خطأ إملائي، أو تركيبة جملة أفضل، أو أسلوب أكثر وضوحًا في قول مسألة ما.

للأعضاء عام

كل ما نحتاج إليه أحيانًا كلمة واحدة لنتحرّك

ربما يستحق الأمر أن ننتبه أكثر لكل كلمة نلقيها على الآخرين

للأعضاء عام

لماذا تركت البودكاست؟

أهيم وأُفتن في جهود الكُتاب وإنتاجاتهم الأدبية والبحثية والملحمية، أكثر من قدرة مقدّمي البودكاست على السكوت والإنصات دون كحّات.

لماذا تركت البودكاست؟