تخطى الى المحتوى

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر.

هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية:

فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها أمام الوزارة تعرقلنا في عمل مداه ستة أشهر أو يزيد بسبب أننا لم نحصل وزميلتي على شهادة كانت شرطاً لتكوين فريق لإنجاز هذا العمل، بينما زميلاتنا في المؤسسات الأخرى حصلن على الشهادة بناءاً على حضورهن ورشة لمدة يوم واحد فقط، وهذه الورشة لم تكن بتلك المهنية بحسب رأي مسؤولتنا المباشرة ولذلك لم تسمح لنا بحضورها، ونفس الرأي أكدته مقدمة الورشة لمسؤولتنا خلال اجتماع سريع معها، معللة بأن الورشة تمت موائمتها لتتناسب مع متطلبات وميزانية محددة من قِبل الوزارةالأمر الذي أقدره كثيراً من جانب مسؤولتي (وخلاها تكبر بعيني)، خصوصاً أنها الآن تسعى جاهدة لنحصل على التدريب المناسب في مؤسسات خارجية متعددة والحصول على الشهادة بشكل مهني أكثر، ليكون بعدها العمل أكثر مهنية.
في وقت سابق قبل التوظيف تدربت في مؤسسة (هداهم الله)، كنت أبذل جهدي وأطالب الزميلات بتعليمي أشياء أعرف أن من حقي معرفة كيفية القيام بها واقترح حلول لبعض المشكلات وألاحظ انزعاجهن واتفاجأ أحيانا بتملصهن سراً من تدريبي وتوكيلي بأعمالهن المملة حتى تبعتني زميلة تجاورنا إلى دورة المياه لتقول: «ليش شاده حيلش وايد؟ ترا كذا ولا كذا الشهادة بتاخذيها في النهاية!»، لأرد عليها: «هذه المرة الأولى التي أعرف أنه سيتم إعطائي شهادة نظير تدريبي هنا»، لأقرر بعدها عدم إكمال التدريب معهم، ورفضت أخذ الشهادة رغم تواصلهم معي، يعني على إيش أخذ الشهادة وأنا كل الي سويته هو الجلوس على المكتب لتوثيق المعاملات! ومرة أخذت تدريباً جيداً لمدة ستة أسابيع ونسيت أخذ الشهادة بعدها، تحسفت لبعض الوقت لكن اكتشفت أنها ليست بتلك الأهمية إذا علي فقط أن أوثق التدريب في سيرتي الذاتية ولن يسألني أحد عن الشهادة بل ماذا فعلت خلال التدريب.
كنت مع نخبة من الشابات في رحلة مشي جبلي منعزلين عن ضجيج العالم استمرت خمسة أيام بدون هواتف أو أي وسيلة تواصل مع العالم الخارجي إلا هاتف بدائي تحتفظ به المدربة لحالات الطوارئ، تخلل الرحلة كثير من النقاشات والأنشطة والتأمل والألم والبكاء والمتعة، في النهاية أعطونا شهادات مشاركة تتضمن نبذة ببعض النقاط التي تعلمناها خلال الرحلة، والله إن ما تعلمناه وما مررنا به وما استكشفناه داخلنا أكبر بكثير مما قد تبديه الشهادة!
وأما عن تعليق الشهادات لنيل التقدير والإحترام من خلالها فقط في بيئة العمل فأنا اتفق معكم فالأعمال تتحدث، ولكن أنا مع الإحتفاظ بها ك تذكار سنحتاج للرجوع إليها في الأوقات العصيبة ربما من أجل التحفيز أو التصبر، ومن باب تأمل «وين كنا ووين صرنا» ونحمد الله ثم نعود للعمل.
بعض شهادات التقدير تجحف في حق ما مررت به قبل أخذها، وعليك أن تختار بعناية لتبتسم بصدق عند رؤيتها.
مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت
للأعضاء عام

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا

قرأت من تدوينة مورجان هوسل: وصف أحد مدربي البيسبول الأثلاث الثلاثة للرياضيين: عند التدريب، يجب أن تشعر أن ثلث أيامك في حالة جيدة، والثلث الثاني يجب أن تشعر بالراحة، والثلث الأخير يجب أن تشعر فيهم بالضغط. هذا روتين جيد ومتوازن. يحدث ذلك عندما تعلم أنك تضغط على نفسك، ولكن ليس

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا
للأعضاء عام

عندما تنوي.. أسرع

كل شيء في هذا الوقت قابل للنسيان. بسرعة وخِفّة. أدخل على الواتساب لأبحث عن شيءٍ ما، وأجد نفسي انكببت بالرد على عشرات الرسائل، لأترك الهاتف بعدها دون الاطلاع على الشيء الما الذي دخلت من أجله. أنا على استعداد أن أحلف اليمين، بأن معظم من يقرؤون هذه المقالة يعانون

عندما تنوي.. أسرع