عندما نبحث عن أحاسيس قوية
نعود لنكتشف أنها مؤقتة
يحدثنا ميشيل لاكروا في كتابه (عبادة المشاعر) الذي صدر عام ٢٠٠١م، عن ازدواجية الكثير من الأفراد في تلبية رغباتهم الحسية والعاطفية بوصفه:
الإحساس القوي ... هو شيء نحتفظ به لأنفسنا، إنه غير صالح للبوح. «الباحث عن الأحاسيس القوية» هو أساسًا نرجسي، لا يحتاج إلى الآخر لتحقيق حلمه مع حياة عالية التوتر. مثل اقترابه من الخطر، الدوار، الفظاعة، الجنون، المخدّرات، الفضاءات الشاسعة، الإفراط، العُنف، والتي تدخل كلها في الإشباع العاطفي الذاتي.
... [ومجرّد] عودتهم من مغامراتهم الشعورية الناضجة بمقاربة الموت ومواجهة حدود الإمكانات البشرية، الكثير من هؤلاء المغامرون يستعيدون توازنهم النفسي ويعلنون: «الآن أُريد أن أهتم بالآخرين والقيام بعمل تطوعي وإنجاب الأطفال».
كل شيء يحدث بعد ذلك كما لو أنهم استفاقوا من حلمهم الأناني. فهذا متسلّق للجبال اتجه نحو الاهتمام بالأطفال بعد صعوده قمة جبل إيفرست، وآخر قام بعبور فردي للمحيط الأطلنتي فتفرّغ بعد ذلك للعمل الإنساني. هذا الانفتاح على الآخر في نهاية المطاف يُثبت أن بحثهم عن الأحاسيس لم يُبعدهم سوى مؤقتًا.
... لقد أقدمنا على اكتشاف المعيارين اللذين يمكنان من التمييز بين المشاعر الغنية والمشاعر الفقيرة، المشاعر تضعُف من جهة عندما تنحصر في الانفعال، ومن جهة أخرى عندما تُعيق التواصل مع الآخرين.
الخطر الذي يُهدد الإحساس.. هو بالضبط الانحراف نحو مشاعر زائدة التوتر وغير متّصلة بالآخر، [وهي] مشاعر سطحية وذاتية التأثير.
-عبادة المشاعر، ميشيل لاكروا ص ١٠٢، ١٠٣.
هل نشهد استمرار هذا النمط عند مجتمعنا اليوم؟
وهل الهروب إلى تلبية رغبات «الأحاسيس القوية» هروب من المسؤوليات الحقيقية؟ والتي سرعان ما يكتشف بعدها المغامر أن الحياة الحقيقية تبدأ فعلًا بعد انتهاء المغامرة؟
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.