تخطى الى المحتوى

لماذا لا يجب أن نثق بالعاطفة؟

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

أنا أحد الشخصيات العاطفية جداً في هذه الحياة، أتأثر بالكلمات والأحاسيس، وتستثيرني معظم الفنون. وأربط العاطفة بثلثي شؤون حياتي.

وسؤال اليوم: هل بالفعل يجب علي أو عليك أن نثق بالعاطفة؟

«لا يجب عليك أن تثق بعواطفك الشخصية، في الحقيقة، أعتقد أننا يجب أن نربي في أنفسنا عادة التساؤل دوما لما ننجذب إليه عاطفياً» يقول Mark Manson في كتابه The Subtle Art of Not Giving a F*ck ويضيف: «العاطفة جزء من المعادلة، وليست كل المعادلة. ليس لأن أمراً ما يشعرني بالسعادة فهو جيد بالنسبة لي، وليس أي شيء يشعرني بالسوء هو سيء بالضرورة [العاطفة أمر والواقع أمر آخر]».

ويعرف مانسون العاطفة: «هي ببساطة إحساس بيولوجي داخل الإنسان كالوغزة، يقودك إلى تغيير مفيد» وربما من خلال تعريفه يود أن يلفت القارئ، أن الإحساس (البايولوجي) لا يساهم بشكل كلي بتغيير حياتنا إلى الأفضل إن اعتمدنا عليه.subtle-art-3d-340px

العاطفة إن تدخلت في القرار فهي تخرج أمر شديد الخطورة وهو الموضوعية. لا يمكن لك كإنسان تتمتع بطبيعة عاطفية أن تخرج العاطفة وتأثيرها على حياتك بشكل كلي، وربما ما يدعو إليه مانسون وأدعو إليه نفسي اليوم، أن العاطفة يجب أن تخرج من أمر واحد فقط وهو «لحظة اتخاذ القرارات»، فإن كانت العاطفة جزءاً لا يتجزأ من الحياة، فهي لا يجب أن تكون جزءاً من القرارات والأحكام بأي شكل.

شخصياً .. تعلمت أن أفضل تمرين يساعدني على هذا الأمر هو في استشارة شخص ما عند أي قرار، لأن المُستشار وقتها لا يعنيه أبداً تأثري عاطفية بالأمر الذي استشيره فيه .. بل سيعطيني نصيحته بشكل مجرد، ليحصرني أمام أمر اتخاذ أمر نصيحته أو تركها.

سيكلوجيا الإنسانمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)
للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها