تخطى الى المحتوى

أوه! .. الكل يهتم بالمشاعر أكثر من الأفكار

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

«ماذا تقصد بأنني مُلزمة بأن أشعر بشيءٍ ما؟

الناس توقفوا عن التفكير. وأصبحوا «يشعرون» طيلة الوقت …

أوه!! .. المشاعر …  أوه!! لا أشعر بالارتياح …  أووه! .. نحن كمجموعة لا نشعر بـ …

هل تعلم أن أحد أكبر مشاكلنا في العصر هي: أننا ننقاد تحت أشخاص يهتمون بالمشاعر أكثر من الفِكر والأفكار! …

الفِكر والأفكار؛ هي ما تثير اهتمامي … يجب عليك أن تسألني: ماذا أُفكر! …»

كان هذا الاقتباس، من مشهد الفيلم الذي يحكي قصة حياة رئيسة وزراء بريطانيا Margaret Thatcher (المرأة الحديدية) والتي أبدعت في تقمص دورها الممثلة القديرة Meryl Streep وهي تُعالج في كِبرها من طبيبها الذي سألها عن شعورها أثناء فترة العلاج.

وأضافت معلقةً في المشهد التالي الاقتباس الشهير:

«راقب أفكارك لأنها ستُصبح كلماتك، راقب كلماتك لأنها ستُصبح أفعالك، راقب أفعالك لأنها ستُصبح عاداتك، راقب عاداتك لأنها ستصبح شخصيتك، راقب شخصيتك لأنها ستُصبح مصيرك … ما نُفكر فيه، هو ما سيحدث»

وأضافت لطبيبها: «أعتقد … أنني بخير». ورن الهاتف مرتين، لتعلق: «شكرًا لاهتمامك، ولكن أرجوك رد على هذا الشيء، فأخشى أنه اتصال من شخص يحتاجك!».

إذاً؛ الأغلب من وجهةً نظرها يهتم بالمشاعر، وتعتقد (أحد أفضل رؤساء بريطانيا في العهد الحديث) أننا نعيش أكبر مشاكلنا، لأننا تحت رحمة الأشخاص الذين يولون المشاعر اهتمامهم أكثر من الأفكار. وأتساءل بل وأتخيل؛ كيف هي الحياة إن قادتها الأفكار فقط؟ .. على المستوى اليومي للفرد، ثم على مستوى الأسرة؟ ثم للمنظمة … ثم للدولة!

كيف ستكون الحياة إن انقلبت نسبة الاهتمام من المشاعر لصالح الأفكار، كيف ستكون قراراتنا؟ وكيف سيكون مصيرنا؟ .. هل الحروب في التاريخ سببها الأفكار أم المشاعر؟ وهل نمط الحياة الرائع في دول العالم الأول سببه الأفكار أم المشاعر؟

وإن كانت خليطة بين هذا وذاك، ما هي النسبة؟

والسؤال الأهم: هل هناك مجتمعات عاطفية نجحت نجاحات استثنائية؟

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع