تخطى الى المحتوى

مشهد من مشاهد الله (في تأمل فرعون وجنوده)

مقالة ضيف

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة
مشهد من مشاهد الله (في تأمل فرعون وجنوده)
Photo by Mor Shani / Unsplash

مقالة ضيف.


عندما هرب موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون، كانوا يمضون على الطريق، وكل خطوة يخطونها كانت تقربهم من الحصار ما بين البحر، وفرعون، وجنوده.

كان بنوا إسرائيل ينظرون خلفهم في كل لحظة، ليروا فرعون وجنوده يقتربون، وأملهم في النجاة يتضاءل مع كل خطوة. كانوا في حالة يُرْثَى لها؛ جائعين، عطشى، يحملون أطفالهم على أكتافهم، وفي بطون أمهاتهم، وكبارهم يترنحون من شدة الإرهاق. كان الخوف يملأ قلوبهم، والأرض التي يسيرون عليها صعبة وقاسية، وأجسادهم بالكاد تتحمل.

وفي المقابل كان فرعون بخيله وجنده، يمتطي مع حاشيته عرباتهم المجهزة، حيث امتلأ في نفسه يقين الفتك بموسى وقومه.

كانت جيوشه مدججة بالسلاح، وعيونهم تلمع بالحقد والعطش للدماء. كانوا يعتقدون أن النصر قريب، وأن موسى وقومه لا مفر لهم من النهاية المحتومة.

كان فرعون يظن أنه يقترب من النصر، إلا أنه في الحقيقة كان يقترب من هزيمة ساحقة.

وفي اللحظة الحاسمة، انشق البحر بأمر الله، وبينما عبر موسى وقومه تحت مظلة من رحمته، عبر فرعون من خلفه تحت غطاء من غطرسة الطغيان. فنجى موسى وقومه المستضعفين، بينما سحق البحر فرعون وجنوده المتكبّرين.

كانت حكمة الله واضحة: من يهرب ليس دائمًا المهزوم، بل قد يكون المنتصر الحقيقي، مهما بدا المشهد مُقلقًا.

قصص قصيرة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

هنا الصمت العقابي

إذا كل شخص قابلناه «تجاهلنا تمامًا» وتصرف وكأننا غير موجودين، فسوف يغمرنا إحساس بالغضب ويأس عاجز، ولن نجد الراحة إلا في أشد أنواع التعذيب الجسدي

هنا الصمت العقابي
للأعضاء عام

عن دخول دورة مياه النساء بالخطأ!

رفعت الآنسة جوالها، ثم أعادته إلى جيبها.. واستدارت. وانصدمت.

عن دخول دورة مياه النساء بالخطأ!
للأعضاء عام

لماذا تركت البودكاست؟

أهيم وأُفتن في جهود الكُتاب وإنتاجاتهم الأدبية والبحثية والملحمية، أكثر من قدرة مقدّمي البودكاست على السكوت والإنصات دون كحّات.

لماذا تركت البودكاست؟