مشهد من مشاهد الله (في تأمل فرعون وجنوده)
مقالة ضيف
مقالة ضيف.
عندما هرب موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون، كانوا يمضون على الطريق، وكل خطوة يخطونها كانت تقربهم من الحصار ما بين البحر، وفرعون، وجنوده.
كان بنوا إسرائيل ينظرون خلفهم في كل لحظة، ليروا فرعون وجنوده يقتربون، وأملهم في النجاة يتضاءل مع كل خطوة. كانوا في حالة يُرْثَى لها؛ جائعين، عطشى، يحملون أطفالهم على أكتافهم، وفي بطون أمهاتهم، وكبارهم يترنحون من شدة الإرهاق. كان الخوف يملأ قلوبهم، والأرض التي يسيرون عليها صعبة وقاسية، وأجسادهم بالكاد تتحمل.
وفي المقابل كان فرعون بخيله وجنده، يمتطي مع حاشيته عرباتهم المجهزة، حيث امتلأ في نفسه يقين الفتك بموسى وقومه.
كانت جيوشه مدججة بالسلاح، وعيونهم تلمع بالحقد والعطش للدماء. كانوا يعتقدون أن النصر قريب، وأن موسى وقومه لا مفر لهم من النهاية المحتومة.
كان فرعون يظن أنه يقترب من النصر، إلا أنه في الحقيقة كان يقترب من هزيمة ساحقة.
وفي اللحظة الحاسمة، انشق البحر بأمر الله، وبينما عبر موسى وقومه تحت مظلة من رحمته، عبر فرعون من خلفه تحت غطاء من غطرسة الطغيان. فنجى موسى وقومه المستضعفين، بينما سحق البحر فرعون وجنوده المتكبّرين.
كانت حكمة الله واضحة: من يهرب ليس دائمًا المهزوم، بل قد يكون المنتصر الحقيقي، مهما بدا المشهد مُقلقًا.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.