تخطى الى المحتوى

سرعة ابتلاع المعلومة من علامات السذاجة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة

أنا من المدرسة التي تؤمن أن سرعة التصديق وسرعة الإنكار لأي مسألة مطروح على الطاولة يعتبر من علامات السذاجة. وأصبحت أحيانًا أحاول تصنُع البُطء في عدم القيام باستجابة سريعة. ببساطة، لأننا لا نمر بأزمة معلومات كما شرحت في إحدى المقالات سابقًا مع تطور التكنلوجيا الحالي، ولأن المعلومات أصبحت متاحة للجميع، فالوقت والتركيز حول أي مسألة مطروحة أمامنا، يمكن صرفهما على البحث والتقصي، وأحيانًا ربما يستحق الأمر شراء كتاب ما لقراءته والتعمق أكثر في المسألة.

تقترن السذاجة -في رأيي- أحيانًا عندما نستسلم للرأي المجرد والموجود في المخزون العقلي لدينا دون تقليب أو تأمل فيه، ويزداد معيار السذاجة عندما نستمر بالتأثر في ترديد البديهيات الإيجابية والتي نسمعها كل يوم في جميع مسائل الحياة. فمثلًا، عندما نقرأ عن أهمية الاستيقاظ المبكر والحفاظ على الصحة العامة وعدم الاقتراب من العادات السيئة، فإننا نسمع لأمر بديهي. لكن تتشكل السذاجة عندما نبتلع هذه المعلومة بأنها أمر مجرد؛ دون الاقتراب من محاولة البحث عن أفضل طُرق تساعدنا على تطبيقها.

معظم البديهيات حتى في شؤون الصحة مثلًا، لا يمكن الاستفادة من تحقيقها إلا بوجود تبرير أو دافع نفسي وشخصي قوي قبلها، واستيعاب هذا الأمر يبعدنا عن سرعة التصديق أو الإنكار.

[وبالمناسبة، لوس أنجلوس ليست عاصمة كاليفورنيا، وجينيڤ ليست عاصمة سويسرا!]

سيكلوجيا الإنسانمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع
للأعضاء عام

في فكرة التخلص من الخوف بسرعة

الإنسان عندما يكون حبيس مخاوفه، فإن جزءً كبيرًا من حياته يتوقف عن العمل. تستطيع السيطرة على حياة أي إنسان إن أخفته. مشكلتنا أننا في الحقيقة من نُشعِر أنفُسنا بالخوف، بنفس القدر وأكثر من الأحداث الخارجية التي تستدعيه. الإلمام بالمشكلة هو نصف الحل. أحاول في العادة أن

في فكرة التخلص من الخوف بسرعة