تخطى الى المحتوى

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة
أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت
Photo by Sam 🐷 / Unsplash

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين.

أتابع عشرات الحسابات التي أثق - إلى حدٍ ما - بعقليات أصحابها، إلا أن الحيرة تزداد عندما يكون نفس أصحاب هذه العقليات في اختلاف جذري بينهم وبين بعضهم البعض. أتحدّث هنا عن حسابات أجنبية، وللحسابات العربية قصة أخرى.

أتابع منذ عامٍ كامل جدلًا لا يتوقف، بين أحد أشهر المدربين الشخصيين السعوديين وبين أحد أشهر الأطباء المتفاعلين على تويتر. أحدهم يستميت لإقناع المتابعين بأن النظام الغذائي الأفضل لنمط حياة صحي هو «الكيتو» والآخر يحارب هذه النظرية بأن «عجز السعرات» هو الذي يملك تأثير السحر، للوصول إلى نمط غذاء صحي متوازن. تظهر في المنتصف إحدى رائدات الصحة لتخبر الكثيرين صراحةً «ضعفاء وجبناء» لأنهم قرروا استخدام إبر التنحيف الدارجة، وأُخرى ضدها روّجت لها؛ لأن حياتها (حسبما هو ظاهر على الأقل) ونفسيتها ومزاجها كانوا قد تغيروا إلى الأبد بشكلٍ إيجابي، بسبب نتائج خسارة الوزن.

نفس هذا التعارض موجود بسياقات مختلفة على لينكدإن. هناك مدرسة الحرق والكرف من أجل النجاح المهني، وهناك مدرسة الهدوء، واستثمار العلاقات، الشخصية، والقناعة، للوصول إلى مستقبل أكثر سلامًا.

أُفهم جيدًا أيضًا مع كل ذلك، أن الإنسان لا يحتاج كل هذا القدر من الاختلاف ليرسم لنفسه حياته الخاصة. لأن الإجابات لا تكون بالضرورة موجودة في مقاطع مقولبة جاهزة، بنفس القدر الذي تحاول الاختباء فيه داخل تفاصيل حياتنا، وداخل أروقة الكُتب والمقالات الطويلة والرصينة، التي أصبحت أكثر من أي وقتٍ مضى صعبة من ناحية توفير الوقت من أجلها.

ومع الأخيرين، هناك خانة تستحق الانتباه لها، وهي الاكتراث لمن هم في الحقيقة يملكون تجربة عميقة حقيقية، توجد في أرض الواقع أكثر من التواصل الاجتماعي. مراجعة شخص متخصص. صرف شيئًا كبيرًا من عمره في تخصصه حتى، وإن شابه شيء من عدم الإتقاف، ربما سيكون الارتباط به أفضل من الاستسلام لكل شيء يعرض علينا على الطريق.

هذا رأيي السطحي الآن، ولا أعلم ماذا سيتغير مع فيضان المعلومات والآراء المستمر في المستقبل.

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

تفضيل الكتابة أم تفضيل الكلام؟

عن أمسية مشرف الأولى: الانشغال الدائم لا يعني النجاح

تفضيل الكتابة أم تفضيل الكلام؟
للأعضاء عام

الاستيقاظ المبكّر أم الشبع من النوم؟

لا تقل لي أن هناك حلول في المنتصف

الاستيقاظ المبكّر أم الشبع من النوم؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)