كيف تجعلنا الأهداف أكثر قوة؟
إن أحد أضعف النُفوس، هي التي تدرك ضعفها وتؤمن بحقيقة أن القوة لا يمكن أن تتطور إلا بالجهد والممارسة.
عن ضرورة وجود أهداف في حياتنا والتي تمُدنا بالقوة في التفكير والفِعل، كتب جيمس آلين في كتابه As a Man Thinketh والذي صدر عام ١٩٠٧م:
عدم وجود هدف هو رذيلة شائعة، ويجب ألا يستمر هذا الانجراف بالنسبة لمن يريد أن يتجنب الكوارث والدمار. أولئك الذين ليس لديهم هدف مركزي في حياتهم يقعون فريسة سهلة للقلق والخوف والمشاكل والشفقة على الذات، وكلها علامات على الضعف، والتي تؤدي، تمامًا مثل الخطايا المخطط لها عمدًا (وإن كان بطريقة مختلفة)، إلى الفشل والتعاسة والخسارة. لأن الضعف لا يمكن أن يستمر في عالم تتطوّر فيه القوة.
يجب على الإنسان أن يتصور هدفًا مشروعًا في قلبه، ويشرع في تحقيقه. يجب أن يجعل هذا الهدف نقطة محورية في أفكاره. قد يتخذ هذا الهدف شكل مثال روحي، أو قد يكون هدفًا دنيويًا، وفقًا لطبيعته في ذلك الوقت؛ ولكن أياً كان، يجب أن يركز قوى تفكيره باستمرار على الهدف الذي وضعه أمامه. يجب أن يجعل هذا الهدف واجبه الأسمى، وأن يكرس نفسه لتحقيقه، دون أن يسمح لأفكاره بالانجراف إلى الأوهام والرغبات والتخيلات الزائلة (قصيرة الأجل).
هذا هو الطريق الملكي إلى ضبط النفس والتركيز الحقيقي للأفكار. حتى لو فشل مرارًا وتكرارًا في تحقيق هدفه (كما هو الحال بالضرورة حتى يتغلب على ضعفه)، فإن قوة الشخصية المكتسبة ستكون مقياس نجاحه الحقيقي، وهذا سيشكل نقطة انطلاق جديدة للقوة والانتصار في المستقبل. أولئك الذين ليسوا مستعدين لفهم هدف عظيم يجب أن يحددوا أفكارهم على أداء واجباتهم دون أخطاء، مهما بدت مهامهم تافهة. بهذه الطريقة فقط يمكن تجميع الأفكار وتركيزها، وتطوير العزيمة والطاقة، وبذلك لا يوجد شيء لا يمكن تحقيقه.
ويشرح مسهبًا:
القوة تنمو مع الهدف
إن أحد أضعف النُفوس، وهي التي تدرك ضعفها وتؤمن بحقيقة أن القوة لا يمكن أن تتطور إلا بالجهد والممارسة، ستبدأ على الفور في بذل الجهد، وستضيف الجهد إلى الجهد، والصبر إلى الصبر، والقوة إلى القوة، ولن تتوقف أبدًا عن التطور، وستصبح في النهاية قوية بعون الإله.
كما يمكن للرجل الضعيف جسديًا أن يجعل نفسه قويًا من خلال التدريب الدقيق والصبر، يمكن للرجل ذي الأفكار الضعيفة أن يجعلها قوية من خلال تدريب نفسه على التفكير الصحيح. إن التخلص من عدم الهدف والضعف، والبدء في التفكير بهدف، هو دخول في صفوف الأقوياء الذين لا يعترفون بالفشل إلا كأحد الطرق لتحقيق الهدف؛ الذين يجعلون جميع الظروف تخدمهم، والذين يفكرون بقوة، ويحاولون دون خوف، ويحققون إنجازات بامتياز.
بعد أن يتصور الإنسان هدفه، يجب أن يرسم في ذهنه مسارًا مستقيمًا لتحقيقه، دون أن ينظر إلى اليمين أو اليسار. يجب استبعاد الشكوك والمخاوف بشكل صارم؛ فهي عناصر مدمرة، تكسر خط الجهود المستقيم، وتجعله معوجًا وغير فعال وعديم الفائدة.
أفكار الشك والخوف لم تحقق شيئًا قط، ولن تحقق شيئًا أبدًا. فهي تؤدي دائمًا إلى الفشل. الهدف والطاقة والقدرة على الفعل وجميع الأفكار القوية تتوقف عندما يتسلل الشك والخوف.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.