تخطى الى المحتوى

في الحفاظ على العلاقات الجديدة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة
في الحفاظ على العلاقات الجديدة
Photo by Karina lago / Unsplash

أملك الكثير من نقاط الضعف في حياتي الاجتماعية والمهنية. وإن كُنت أملك نعمة واحدة فقط، فهي القدرة على تكوين أصدقاء جدد في أي مكان، وعند أي ظرف في العالم، يعتبرني البعض اجتماعيًا إلى حدٍ لا بأس به، وربما يعود السبب في هذا الأمر إنني دوما ما أشعر إنني أحب الناس أكثر مما يحبونني.

ثم إنَّ لدي حلمًا قديم، بأن أكتب كتابًا عن تأملاتي في سير العلاقات؛ العلاقات المهنية، والاجتماعية، والرومنسية، وعلاقات «المعارف» التي تدخل ضمن الصداقات، ولكنها ليست حميمية مثلها. سبب عدم تحقيق الحلم بصراحة، هو خوفي من الوقوع في فخ القصص شديدة الخصوصية، التي لا أحب التطرّق لها أمام العوام.

يستطيع الإنسان أن يكتشف أن نقاط تحوّل كبيرة كانت قد حصلت له في حياته، من خلال علاقاته مع أشخاص ليسوا قريبين جدًا، وقد تحدّث السيد القدير محمد الحجي عن هذا الأمر في حلقة رائعة في بودكاست آدم بعنوان «كيف تحدد العلاقات الضعيفة مسار حياتنا؟» حيث ذكر أن هناك نسبة كبيرة الأشخاص الذين حصلوا على وظائف جديدة في حياتهم، كانت من خلال معرفتهم بأشخاص بالكاد دخلوا ضمن إطار الصداقة، أو بالكاد عُرِفوا عن قُرب.

أجد أن أحد أهم المعوقات لكسب علاقات جديدة ذات جودة عالية في فترة التعارف، هي افتراض إمكانية الحصول على مصلحة مباشرة من هذه العلاقة. فعندما يضع الإنسان مصلحته الخاصة والمباشرة لحظة التعارف فإن الأطراف الأخرى – على أقل تقدير – تشعر بهذا الأمر، مما يجعلها لا تحرص على أخذ العلاقة إلى مستوى جديد.

خُضت نقاشًا بهذا الخصوص مع أحد الأساتذة في حياتي، ليخبرني أن مشكلة، وسِمة لقاءات الشباب في مع معارف جُدد هي التركيز على ما فيه مصلحة مباشرة لهم. أكثر من التركيز عن إمكانية خدمة الناس، وهذا ما يجعل مهمة الحفاظ على العلاقات الجديدة لا تسير كما يجب.

«عليك أن تسأل بصدق: كيف لي أن أُساعد هذا الإنسان في حياته؟» هو السؤال الذي يستحق الانتباه كما أخبرني، وليس «كيف أستفيد من هذا الشخص في حياتي؟». لأن نجاحك بالإجابة على السؤال الأول، سيضمن استمرار العلاقة على أقل تقدير، أما الثاني، سيضمن بنفس القدر هروب الطرف الآخر منك ربما.

شؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا تطلب دون أن تعطي سببًا لطلبك

هذا السلوك خطوة ممتازة لدرجة أعلى في الذكاء الاجتماعي.

لا تطلب دون أن تعطي سببًا لطلبك
للأعضاء عام

لماذا لا تحب النساء خدمات العملاء من النساء؟ (التحليل)

الجزء الثاني

لماذا لا تحب النساء خدمات العملاء من النساء؟ (التحليل)
للأعضاء عام

عندما نخلط بين هويّتنا وعملنا

اليوم قد تكون مهندسًا في شركة، وغدًا ربما تكون طباخًا في جهة أخرى، وقد يكون من المضحك أن تعطي نفسك لقب المهندس الشيف فلان الفلاني

عندما نخلط بين هويّتنا وعملنا