لا يمكن التنبؤ بالماضي
ربما يجب أن نضع الماضي في مكانته الصحيحة، بعيدًا عن المبالغة، وبعيدًا عن محاولات التنبؤ غير الحقيقية
هناك قول روسي مأثور عن الحنين إلى الماضي: «الماضي لا يمكن التنبؤ به أكثر من المستقبل». فمن الشائع جدًا أن تنفصل ذكريات الناس، عن شعورهم الفعلي ذلك الوقت.
نعتقد أننا نستطيع التأشير على بعض الأوقات التي كُنّا فيها سعداء، ومع قليل من الاستبصار والقليل من المراجعة، سنكتشف الحقيقة كاملة.
هناك مشاعر لحظتها غير واضحة المعالم، وهناك مشاعر نشعر بها الآن عن تلك اللحظات.
وقد أسهب وأبدع الدكتور محمد الحاجي في حلقته في بودكاست آدم بعنوان: كيف تخدعنا الذكريات؟ عندما تحدّث عن الذكريات وتأثيرها – الذي يكون خادعًا – أكثر مما نعتقد أو نتصور.
أعترف أنني عشت ماضيًا جميلًا. وأعترف إنني لم أحب المدرسة مثلًا؛ لأن مشاعري تجاهها لحظتها، وحتى كتابة هذه السطور لا توازي ما أعيشه اليوم من نِعم لا تُعد ولا تُحصى. وأعترف إنني ربما كغيري ممن عاشوا حياة كاملة مع حِرفة الكتابة فإنني أقضي سبعين بالمئة من حياتي داخل عقلي وذكرياتي وأفكاري (ربما).
ورغم ذلك، أشدد على اقتباس البداية: الماضي لا يمكن التنبؤ به كما نعتقد. نحن نحلل ونحكي عنه بناءً على حالنا اليوم، فإن كُنّا سعداء سنميل إلى وصفه بشيء من التعاسة، والعكس. كما كان يرى والدي رحمه الله أن الماضي «ليس عهد الطيبين» كما يشاع عنه؛ بل الحاضر والمستقبل هو الأهل لكل الطيبين.
ربما يجب أن نضع الماضي في مكانته الصحيحة، بعيدًا عن المبالغة، وبعيدًا عن محاولات التنبؤ غير الحقيقية.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.