كيف أكتب بلا خوف؟ (ملفات القرّاء ١٤)
مجرد جلسة واحدة مطولة لتعلم القواعد كفيلة لأن تحل هذه المعضلة
مرحبًا أستاذ أحمد لو تسمح لي أود سؤالك:
كيف أحسّن من طريقة إيصالي للمعلومة، وكيف أجيد اللغة العربية إجادة تامة تمكنني من الكتابة بها بلا خجل أو خوف من خطأ إملائي أو لفظي؟
عزيزتي أمل،
كلما اقتنعتِ بفكرة أن الكاتب عليه أن يكتب كما يتكلم في حياته الطبيعية (اللهم بالفصحى)، كلما أجدتِ التعبير وإيصال المعلومات التي في ذهنك. مشكلتنا – ودائمًا ما أكرر هذه الجملة – إننا نميل إلى تفخيم الكلمات أكثر من ميلنا إلى قول الحقائق، الحقائق التي في أذهاننا، ومشاعرنا معها.
بالنسبة إلى إجادة اللغة العربية، أعتقد والله أعلم أن الطريق الوحيد هو القراءة المستمرة، إلا إن قررتِ الدخول إلى تخصص اللغة العربية كدراسة أكاديمية. وإن كُنتِ ترين فيَّ شيء من القدوة، فأود أن أُعلمكِ إنني درست في الجامعة تخصص التسويق، وبصعوبة تخرّجت منها، ثم إنَّ معظم قراءتي هي باللغة الإنجليزية، التي أراها قد ساعدتني في اختصار التعبير عما أود قوله باللغة العربية، التي تميل إلي الإسهاب أكثر من الاقتضاب.
بالنسبة إلى الخجل والخوف أو الأخطاء الإملائية، أخشى إننا أدخلنا حزمة من التعقيدات هنا في جملة واحدة.
الخجل والخوف هي أحد أعداء أي فنان، لا يوجد طريق مختصر للتخلّص منهم سوى العمل المستمر وتطنيش التعليقات السلبية، مع المحاولة المستمرة لتجويد كتاباتنا. الأخطاء الإملائية، شر لا بد منه، ويؤسفني أن التدوين مثلًا، يتّسم بالسرعة، فلا وقت لدي لمراجعة مدقق لغوي قبل نشر أيًا من مقالاتي اليومية، إلا إنني بالتأكيد أستعين بهم في الكُتب، والمشاريع الكتابية الطويلة.
أقترح أن تدربي نفسك على الكتابة دون أخطاء إملائية أو مطبعية، بعد جلسة واحدة مطولة لتعلم القواعد، فهي كفيلة لأن تحل هذه المعضلة.
بالمناسبة، أستخدم تطبيقاً اسمه «لِسان» لمعالجة ما يمكن معالجته من أخطاء إملائية. جيد جدًا، لكنه ليس أفضل شيء في الحياة.
أقترح أن تقوي قلبك، وتكتبي ما تشائين يا بنت الحلال، وفي الطريق تعاملي مع مخاوفك على جنب.
اسألني: ahmad@amoshrif.com
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.