أول آيس كريم ذقته وهل هناك حبسة كتابة؟ (ملفات القرّاء ٥)
مرحبًا،
في ٢٠٢١ ربما حسب ما أتذكر قرأت لك كتاب مدوان ومن بعدها اشتركت معك هنا على نشرات البريد، معرفتي فيك ككاتب كتاب فقط لذا لا أعرف أسئلة غير تلك ما يتعلق بالكتابة، وأعرف أنك بوضوح لم تصب بحبسة الكتابة لأنك ذكرتها سابقًا في كتابك واستمرار وصول البريد دائمًا هو ما يثبت صحة ذلك؛ سؤالي هو هل شعرت برغبة يومًا ما عن التوقف عن الكتابة؟ وما هي أسباب ذلك؟ وإذا لم يحدث هل تعتقد أنك ستعرف التصرف حيال هذا الوضع مستقبلًا.
السؤال العميق البسيط التالي هو / ما مذاق أول آيس كريم تذوقته في حياتك هل تذكر ذلك!
تقبل أسئلتي ومروري
الكاتبة الناشئة/ عسله يحيى🤍
عزيزتي عسله،
سأبدأ بالسؤال الأهم. أعتقد أن أول آيس كريم تذوّقته في حياتي كان عندما كُنا ساكنين في «سكن مؤسسة النقد» في مدينة الرياض، ١٩٩٠ أو ١٩٩١م، وهو إمّا آيس كريم كواليتي بنكهة الفانيليا المصاحب للملعقة الخشبية، أو آيس كريم أعواد بنكهة التوت. بالمناسبة كان في تلك الفترة يوجد منتجات تغذية خاصة بنادي الاتحاد! تحضرني الآن في الذاكرة وأنان أحاول استرجاع النكهات.
أما بخصوص حبسة الكاتب، فهي في رأيي وهم أو ضربٌ من الخيال. حبسة الكاتب – إن وجدت – فهي إمّا كسل أو خوف، لا يوجد سببٌ ثالث. عندما يحاول أي شخص أن يكتب بعد يوم طويل، وهو يشعر بالإرهاق، فإنه لا يستطيع التركيز، وقد يعتقد أن ما أصابه هو حبسة إبداعية، علينا أ٫ نُفرِّق في الأمر. أما الخوف فهو أمرٌ ملاصق لمسيرة أي كاتب محترف أو ناشئ، ولن يختفي أبدًا، بل على العكس ربما يزيد مع مرور السنوات، ولا حل معه إلا المقاومة والاستمرار.
وبخصوص سؤال التوقّف عن الكتابة، في الحقيقة لم أشعر في حياتي إنني أملك رغبة توقّف تام منذ أن بدأت الكتابة بشكلٍ منتظم في ديسمبر ٢٠١٢م. نعم، تأتي مراحل (قليلة) أبتعد فيها بشكلٍ مطوّل عن مشاريع الكتابة (مثل أيام وفاة والدي رحمه الله). إلا إنني لم أشعر إنني أريد في يوم التوقّف بشكلٍ كامل عن الكتابة. وأحيانًا أحمد الله على وجود هذه الحِرفة، لأنني أعلم يقينًا أن فترة التقاعد فترة عصيبة لكثيرين ممن رأيتهم حولي، بسبب حجم وظُلمة الفراغ، وأشعر إنني محظوظ لأنني سأعرف تمامًا كيف سيمتلئ الوقت وقتها. عمومًا لا يزال الوقت مبكّرًا على هذا الأمر.
الكتابة أيضًا من حُسن الحظ، لا ترتبط بشيئين مزعجين: المنافسة والهدف. فالكاتب السوي لا يشعر بأي رغبة في منافسة أي كاتبٍ آخر، بل أحيانًا أتشوّق جدًا لقراءة أعمال الكُتّاب الآخرين ممن هم في سني ومكانتي. وأعرف أن الكتابة رحلة أكثر من كونها وُجهة. ولطالما استمر الإنسان في التنفُّس، فسيملك القدرة على الكتابة إن أرد الله. الأهداف في الكتابة بالنسبة لي أهداف مرتبطة بالإنجاز: كم كلمة أريد أن أكتب في اليوم؟ كم كتابًا أُريد أن أنشُر في العام؟ كم مقالة يجب أن تُنشر في الشهر أو الأسبوع؟ مشكلتي دائمًا في الوقت، وليس في مخزون الأفكار بصراحة. والله المستعان.
اسألني: ahmad@amoshrif.com
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.