تخطى الى المحتوى

الكلاحة هي السلاح الأهم للكتابة (ملفات القرّاء ٩)

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
الكلاحة هي السلاح الأهم للكتابة (ملفات القرّاء ٩)
Photo by Jonas Svidras / Unsplash

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى إني كنت أول تعليق (😅 لزمة المنتديات قديمًا).

لطالما استمتعت بنشراتك البريدية وبما تكتب (متى ما استطعت إيجاد اللحظة التي تجمع توفر الوقت وانتباهي لوصول نشرتك في صندوق البريد الإلكتروني المزدحم). في مختلف حياتي العمرية تأتيني فترات انشغل فيها بالقراءة فاشعر أن ذائقتي بالكتابة أصبحت أفضل، ولكن سرعان ما تنتهي هذه الفترات فأصبح خجولاً مما كتبت، أنا بطبعي اعشق التجارب، سافرت كثيراً، وجربت أشياء أكثر، واشعر إن الكتابة هي أفضل وسيلة للتوثيق، ولكني اشعر إني لست جيداً بما فيه الكفاية لأنشر للعامة ما أكتب.

 سؤالي هنا هل يوجد تكنيك أو تكيتيك تنصحني به للبدء في التوثيق؟ هل يوجد كتاب لتطوير مهارة الحكواتي (storyteller) تنصح به؟ 

وبالمناسبة أمس تغديت في "أفضل مطعم أوصال بالعالم" (الشهباء) وللأسف يا أستاذ أحمد، خاب ظني في توصياتك للمطاعم 😅. 

تحياتي لك

محمد


أخي محمد،

يؤسفني إنك لم تكن صاحب التعليق الأول، أعتذر نيابة عن البقية.

ولو إن اهتزاز الإيجو الذي قمتم به تجاه تواضعي في اختيار المطعم كان فيه بعض التأثير، إلا إنني أود أن أدافع عن نفسي لأذكركم إنني لم أقل أن المطعم هو الأفضل في العالم بعد تجربته، بل أشرت أنه «بالتأكيد ليس الأفضل». أعتقد أن الأوصال الأفضل في جدة، هي في مطعم «جزار».

على كل حال، الإيجو لن يُفسد في الود قضية.

ولا شيء يسعدني مثل وجود قارئ مخلص، ولطيف مثلكم.

أفضل كتاب قرأته عن الكتابة بلا منازع هو كتاب: On Writing by Stephen King. وموضوع الخجل مما كتبت أمرٌ طبيعي، ومن المفترض أن يكون موجودًا في كل أحوال من يكتُب. شخصيًا لا أقرأ ما كتبت في السابق إلا نادرًا، ومؤخرًا أنا لا أشاهد أي حلقة بودكاست قمت بتقديمها خوفًا من الإحباط. أحيانًا أمرْ على بعض الكتابات لأتذكّر أمرًا ما، ولكن ليس بهدف مراجعة الذات التي لا أقوى عليها. وأعتقد جديًا أن أي كاتب يجب أن يمارس هذا الأمر كتلاعب نفسي إيجابي ضد نفسه.

عندما أكتُب أيًا من كُتبي، أقوم بإرساله للمدقق ثم لدار النشر، وأقوم فورًا بمباشرة العمل على الكتاب القادم. وإن اكتشفت عيبًا مطبعيًا بالصدفة أو من خلال ملاحظة أحد القرّاء، أعالجه في الطبعة التالية وأنسى إنني كتبت الكتاب. تعلمّت من ريان هوليدي أن أفضل وسيلة لتسويق كتابك الحالي، هي البدء في كتاب جديد. وأتبع هذا الأمر في كل أعمالي المرتبطة بالفنون، المقالات، الكُتب، ومؤخرًا البودكاست. الاستمرارية أو الغزارة هي أم الجودة.

أقترح أن تتسلح بشيء من موهبة «الكلاحة» فيما تكتب، كما اعترف لي صديقي العزيز فؤاد الفرحان بأنها موجودة لدي كجزء من شخصيتي والله أعلم. عمومًا، سيعطونك البعض بعض الاهتمام لما كتبت، ولكن أغلب ما ستكتبه سيُرمى في مهب النسيان. إن لم تتصالح مع هذا الأمر، فأعتقد أن مهمة الكتابة (أو التوثيق على حد وصفكم) ستكون مهمة صعبة.

لا يوجد شيء سوى المثابرة يا صديقي. والكثير الكثير من الكلاحة.


اسألني: ahmad@amoshrif.com

عن الكتابة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لو لم تكن كاتبًا ماذا ستكون؟ (ملفّات القرّاء ٨)

لو ما كنت كاتب إيش حتكون؟ صديقي العزيز عمران، سؤال لطيف. في الحقيقة لا أعلم. فكّرت في السابق أن أكون طيّارًا، لحبي للسفر، وأيضًا لاعتقادي أن هذه المهنة تملك مساحات مختلفة من أوقات الفراغ في الشهر، وستساعدني في موضوع الكتابة والقراءة. ولكن لأنني أصبحت آخر سنوات

لو لم تكن كاتبًا ماذا ستكون؟ (ملفّات القرّاء ٨)
للأعضاء عام

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)

مقدّمة: إن كُنت أحد سكّان مدينة جدة، أدعوك لحضور أمسية ثقافية يوم الاثنين (٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤م) بعنوان «الشعور بالانتماء ضرورة أم رفاهية؟». رابط التسجيل هنا. تنورونا. ننتقل إلى ملفّات القراء.. السلام عليكم، أشكرك أخي أحمد على إتاحة الفرصة لي، سؤالي كم ساعة تقرأ باليوم، وهل تقرأ كتاب

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)
للأعضاء عام

موضوع مقترح! (ملفّات القرّاء ٦)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله مساءك أ. أحمد بكل خير. هذه الرسالة تعد الرسالة الثانية التي أرسلها لك بعد رسالة - أظنها محرجة كوني أرسلتها في بداية مرحلتي الثانوية، وأنا الآن أبلغ الخامسة والعشرين - أرسلتها أسألك فيها عن موضوع أعده مشغلي أيام الثانوية، عن قراءة الكتب الصعبة

موضوع مقترح! (ملفّات القرّاء ٦)