تخطى الى المحتوى

القالب غالِب حتى في المدونات

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة
القالب غالِب حتى في المدونات
Photo by Jess Bailey / Unsplash

تصاحب مع تطور هذه المدونة وانتقالها إلى حلّتها الجديدة، شيء من الحِمل النفسي تجاه الكتابة. أصبحت أخاف أن يكون المضمون أقل إثارة من الشكل.

أُضيف إلى هذا الأمر إحدى قناعاتي تجاه المشهد العام، وهو اكتراث الكثيرين عمومًا للشكل والقالب الاجتماعية، أكثر من المضمون الذي لا يحاولون تسويقه على حسابات التواصل.

مع الانشغالات الاستثنائية، أصبحت القناعة الأخيرة تعطيني إحساسًا مستمرًا بالتردد في الكتابة والنشر المنتظم، وهذا الإحساس هو ضد ما أحاول أن أقنع به مختلف الفنانين في ممارسة فنّهم. يتميز التدوين بإعطاء فرصة للكاتب على تقليب أفكاره بشكلٍ مكتوب. تساعده أيضًا على التمرن قبل الدخول إلى السباق الكبير، الذي يتمثل في كتابة كتاب، أو منشور رسمي رصين.

أناقَض مع هذه المقدمة نفسي، وأقترب أكثر مع فكرة أن الإنسان يمكن له بسهولة أن يسقط في فخ انتقاد الآخرين؛ متمثلًا في الاعتقاد أنهم: «ينشرون أي شيء» أكثر من «أهم شيء»، وفي الوقت نفسه، أملك بنفس المستوى قناعة تقول: لا يوجد «أهم شيء» في الكتابة، كما تعلّمت حتى اليوم. فالقارئ يميل إلى عكس ما يعتقده الكاتب في أحيانٍ كثيرة.

الاقتراحات، والكتابات البسيطة، وتقييمات الكُتب هي ما تخلق التفاعل الحقيقي. ولا ألوم القارئ إن لم يُلقِ اهتمامًا بالكتابات التدوينية العميقة والمطوّلة، لأنها تتصارع مع منافسين شرسين من حسابات انستجرام وتيكتوك، وغيرها من القنوات المُلهية الأخرى.

الانتباه ومسايرة توقعات العوام والمتلقيين أمرٌ في غاية الصعوبة، كُنت حتى وقتٍ قريب أعتقد أن المسوقين يبالغون في هذا الأمر، إلا إنه شيء لا يمكن للإنسان العادي التبؤ به. كل الأغاني الجميلة، والأفلام الناجحة، والكُتب العظيمة، لم يتوقع أصحابها لها هذا النجاح، أستطيع أن أؤكد لك ذلك.

وعودة للقالب والمضمون.

ربما سأقرر أخيرًا أن أقترب من فكرة الامتثال والثقة المفرطة في العمل نفسه دون توقع النتائج؛ وسيكون هو الأمر الذي يساعد على الاستمرار في كل الأحوال. سأحاول أن أكتب بعمق تارةً، وأنصح الآخرين بآخر اقتراحات المعصوب والبرجر تارة أخرى. ومع هذا الأمر، سأحاول ألا أُغرِر بنفسي وبالقارى، حيث سيكون الصدق هو ما أحاول تبنيه في كل القوالب.

الأمر شبه معقد، وأتمنى أن يكون القارئ قد فهِم شيئًا مما أحاول إخباره به.

عن الكتابة

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

الكلاحة هي السلاح الأهم للكتابة (ملفات القرّاء ٩)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى إني كنت أول تعليق (😅 لزمة المنتديات قديمًا). لطالما استمتعت بنشراتك البريدية وبما تكتب (متى ما استطعت إيجاد اللحظة التي تجمع توفر الوقت وانتباهي لوصول نشرتك في صندوق البريد الإلكتروني المزدحم). في مختلف حياتي العمرية تأتيني فترات انشغل فيها بالقراءة فاشعر أن ذائقتي بالكتابة

الكلاحة هي السلاح الأهم للكتابة (ملفات القرّاء ٩)
للأعضاء عام

لو لم تكن كاتبًا ماذا ستكون؟ (ملفّات القرّاء ٨)

لو ما كنت كاتب إيش حتكون؟ صديقي العزيز عمران، سؤال لطيف. في الحقيقة لا أعلم. فكّرت في السابق أن أكون طيّارًا، لحبي للسفر، وأيضًا لاعتقادي أن هذه المهنة تملك مساحات مختلفة من أوقات الفراغ في الشهر، وستساعدني في موضوع الكتابة والقراءة. ولكن لأنني أصبحت آخر سنوات

لو لم تكن كاتبًا ماذا ستكون؟ (ملفّات القرّاء ٨)
للأعضاء عام

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)

مقدّمة: إن كُنت أحد سكّان مدينة جدة، أدعوك لحضور أمسية ثقافية يوم الاثنين (٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤م) بعنوان «الشعور بالانتماء ضرورة أم رفاهية؟». رابط التسجيل هنا. تنورونا. ننتقل إلى ملفّات القراء.. السلام عليكم، أشكرك أخي أحمد على إتاحة الفرصة لي، سؤالي كم ساعة تقرأ باليوم، وهل تقرأ كتاب

كم ساعة تقرأ في اليوم؟ (ملفّات القرّاء ٧)