القالب غالِب حتى في المدونات
تصاحب مع تطور هذه المدونة وانتقالها إلى حلّتها الجديدة، شيء من الحِمل النفسي تجاه الكتابة. أصبحت أخاف أن يكون المضمون أقل إثارة من الشكل.
أُضيف إلى هذا الأمر إحدى قناعاتي تجاه المشهد العام، وهو اكتراث الكثيرين عمومًا للشكل والقالب الاجتماعية، أكثر من المضمون الذي لا يحاولون تسويقه على حسابات التواصل.
مع الانشغالات الاستثنائية، أصبحت القناعة الأخيرة تعطيني إحساسًا مستمرًا بالتردد في الكتابة والنشر المنتظم، وهذا الإحساس هو ضد ما أحاول أن أقنع به مختلف الفنانين في ممارسة فنّهم. يتميز التدوين بإعطاء فرصة للكاتب على تقليب أفكاره بشكلٍ مكتوب. تساعده أيضًا على التمرن قبل الدخول إلى السباق الكبير، الذي يتمثل في كتابة كتاب، أو منشور رسمي رصين.
أناقَض مع هذه المقدمة نفسي، وأقترب أكثر مع فكرة أن الإنسان يمكن له بسهولة أن يسقط في فخ انتقاد الآخرين؛ متمثلًا في الاعتقاد أنهم: «ينشرون أي شيء» أكثر من «أهم شيء»، وفي الوقت نفسه، أملك بنفس المستوى قناعة تقول: لا يوجد «أهم شيء» في الكتابة، كما تعلّمت حتى اليوم. فالقارئ يميل إلى عكس ما يعتقده الكاتب في أحيانٍ كثيرة.
الاقتراحات، والكتابات البسيطة، وتقييمات الكُتب هي ما تخلق التفاعل الحقيقي. ولا ألوم القارئ إن لم يُلقِ اهتمامًا بالكتابات التدوينية العميقة والمطوّلة، لأنها تتصارع مع منافسين شرسين من حسابات انستجرام وتيكتوك، وغيرها من القنوات المُلهية الأخرى.
الانتباه ومسايرة توقعات العوام والمتلقيين أمرٌ في غاية الصعوبة، كُنت حتى وقتٍ قريب أعتقد أن المسوقين يبالغون في هذا الأمر، إلا إنه شيء لا يمكن للإنسان العادي التبؤ به. كل الأغاني الجميلة، والأفلام الناجحة، والكُتب العظيمة، لم يتوقع أصحابها لها هذا النجاح، أستطيع أن أؤكد لك ذلك.
وعودة للقالب والمضمون.
ربما سأقرر أخيرًا أن أقترب من فكرة الامتثال والثقة المفرطة في العمل نفسه دون توقع النتائج؛ وسيكون هو الأمر الذي يساعد على الاستمرار في كل الأحوال. سأحاول أن أكتب بعمق تارةً، وأنصح الآخرين بآخر اقتراحات المعصوب والبرجر تارة أخرى. ومع هذا الأمر، سأحاول ألا أُغرِر بنفسي وبالقارى، حيث سيكون الصدق هو ما أحاول تبنيه في كل القوالب.
الأمر شبه معقد، وأتمنى أن يكون القارئ قد فهِم شيئًا مما أحاول إخباره به.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.