تخطى الى المحتوى

القدرة على الاستعداد غير القدرة على الشيء

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

«القدرة على الاستعداد غير القدرة على الشيء»

– ابن خلدون

يفسر ابن خلدون بجملته البليغة أهمية الاستحضار لما هو قادم.

فالمصيبة (أو الفرح) عندما تأتي فهي على الأغلب لم تطرق الباب لنستعد لاستقبالها كضيف ثقيل.

ويخبر الفيلسوف «سينيكا» صديقه «لوسيليوس» رداً على رسالة أرسلها الأخير حزيناً له عام ٦٤ ق. م. حول مشكلة قضية رُفعت ضده آن ذاك:

«قد تتوقع أنني سأنصحك بتخيل نتيجةً سعيدة (لما سيحدث لك)، وأن تستسلم لإغراءات الأمل. ولكنني سأدلك إلى راحة بال عبر طريق آخر…»

ويمكن تلخيص نصيحته:

«لو أردت نفض كل القلق، تخيل أن ما تخشى وقوعه سيقع فعلاً …»

وبعد تخيل لوسيليوس أسوء ما سيحدث له من مصيبته، يذكره سينيكا في موضع آخر «أن سوء الأمر واقعياً سيظل أقل مما صوره الخيال!».

وقد إفتهم – في رأيي – ابن خلدون لهذا الجانب النفسي البسيط والعميق. عندما أخبرنا فعلاً … أن القدرة على الاستعداد غير القدرة على الشيء، وربما تكون وصية أو عزاء؛ بأن إعدادنا لأنفسنا على الاستعداد، سيقودنا على قدرة واقعية وكفاءة للتعامل مع الأشياء.


مصدر نقاش سينيكا (بتصرف): دو بوتون أ. (٢٠١٧) ص. ١٨، ١٩

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع