لماذا نحن البشر نحب التعقيد؟ (حتى في العلاقات)
سمة التعقيد نفرضها على حياتنا وحياة من نُحب، لأننا قد لا نستطيع قبول أمر وجودهم لأنهم هنا معنا ببساطة
قرأت:
«نحن البشر لدينا شهية هائلة للأشياء المعقدة. علم الأعصاب والفيزياء الفلكية والبيولوجيا الجزيئية وغيرها من العلوم بالطبع. وأيضًا الكتب التي يصعب فك شفرتها، والأعمال الفنية المجردة، والقطع المسرحية الطليعية التي لا تحتوي على حبكة أو شخصية، ربما تستحضر كلها الألغاز البدائية للكون ووجودنا الذي لا يوصف دائمًا داخله. لكن تبجيلنا للتعقيد يمكن أن يصل إلى ذروة مؤلمة، وتستغرق وقتًا طويلاً وغير مجدية في مجال واحد على وجه الخصوص: العلاقات.
وهنا نجد أشخاصاً يتمتعون بالفطنة والصلابة، ويظهرون صبراً شديداً ــ يستمرون غالباً على مدى سلسلة من السنوات من العذاب، في مواجهة ما يمكننا أن نطلق عليه «المواقف المعقدة» [أو العلاقات المعقّدة].
تُعلّمنا مقالة مدرسة الحياة، أن الطبيعة البشرية يجب ألا تُعطي التعقيد نفسه الموجد داخلنا تجاه كل شيء للعلاقات الإنسانية، ليس فقط مع من نُحب، وإنما حتى تجاه أفراد الأسرة، والأصدقاء.
«كل هذا - كما يخبرنا المجتمع أحيانًا - يمكن أن يكون هو الحب. لا توجد علاقة سهلة. لا يوجد إنسان بسيط، كل شيء يحتاج إلى عمل شاق».
عندما يحب الإنسان إنسانًا آخر، تزداد التوقعات والآمال تجاهه. وهُنا يُخلق التعقيد. يتقلّب الذهن والقلب تجاه ما هو ممكن معه، وينسى ما يُفترض به أن يكون. لا يوجد أي تعقيد تجاه الأشخاص الذين لا نُحبهم، لا يوجد تعقيد تجاه الموظف الذي لا نملك مشاعرًا تجاهه عندما نكتشف أنه غير كُفء في العمل، وعليه أن يتركنا. لا نميل إلى بذل قصارى جهدنا لإرضاء من يمشون في الشارع، ونتسلّح بالصبر والتريث خوفًا من قطع الرزق عندما نكون مع عملائنا.
سمة التعقيد نفرضها على حياتنا وحياة من نُحب، لأننا قد لا نستطيع قبول أمر وجودهم لأنهم هنا معنا ببساطة. لا يمكن أن نكتفي بالقول بأن «هذه هي قدرته على العطاء» وعوضًا عن ذلك نميل إلى الإيمان بأن «عليه بذل المزيد إن كان يُحبني».
وهنا تُشجّع مدرسة الحياة:
«لتثبيط بعض حماستنا المحفوفة بالأخطار للتعقيد العاطفي، قد نذكِّر أنفسنا بمبدأ واسع يعمل في العلاقات التي يمكن أن نطلق عليها بشكل رائع «قاعدة البساطة».
تنُصْ هذه القاعدة على أن كل شخصين ناضجين بما فيه الكفاية، ولديهما ما يلزم للعمل عاطفيًا، ويخرجان مقترحات قابلة للتنفيذ، عندها سيتحقق الحب بشكل عام.
نعم، ستكون هناك بعض المحادثات الصعبة التي يجب إجراؤها بين الحين والآخر، وبعض اللحظات الصعبة والمتطلبات المستمرة للجهد العملي. ولكن في جوهر الأمر، سوف تكون في اللعب بساطة، بسبب بعض الأساسيات: إنهم يعرفون كيف يحبوننا، ويريدون أن يحبونا.
ربما حان الوقت للتوقف عن تمجيد الأسئلة: أين كانوا؟ ماذا يقصدون؟ متى سيتصلون؟ إذا كانوا يحبوننا، فسوف نعرف ذلك، إذا أرادوا أن يكونوا هناك، فسوف يظهرون. لا يوجد اليوم سوى علاقة معقدة جدًا.
عندما يكون الحب قابلاً لجعلنا نعيش بسلام، يكون – بكل معنى الكلمة – واضحًا».
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.