تخطى الى المحتوى

أنت لا تحتاج إلى أهداف بل إلى نظام

تخصيص الساعات لإنجاز ما نريد بدلًا من التفكير فيه.

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
أنت لا تحتاج إلى أهداف بل إلى نظام
Photo by Isaac Smith / Unsplash

تحكي لي العزيزة العنود الزهراني عندما كانت تدرس في الجامعة عن ملاحظة مثيرة: أن أكثر البنات تفوقًا وإنجازًا هن البنات المتزوجات أو الأمهات. لأنهن مضطرين إلى عمل نظام يتناسب مع تعدد التزاماتهم. وفي الحقيقة، بعضهم لا يملكون خيارًا غير ذلك، لكي تسير حياتهم بسلام.

ولكن.. كل البقية من الناس يعملون بنظام التأنيب وإلزام النفس ليحققوا ما يُريدون خلال يومهم؛ أنا أوّلهم.

سبب كتابتي لهذه المقالة، أنني عندما تأملت إنجازاتي الصغيرة السابقة كانت معظمها قد دخلت ضمن نظام أو روتين مؤقت أسهم في إنجازها. خذ مثلًا ما حصل لي قبل أسبوعين:

شعرت بتأنيب لأنني أرغب في شدة في قراءة كتابين محددين، ولأنني كنت مشغولاً، كان إنجاز هذا الأمر صعبًا في ظل ازدحام يوم مليء بمهام صغيرة أخرى متفرقة مغلّفة بالتأنيب، والخوف، وإلزام النفس.

قررت معالجة هذا الأمر بخطوة بسيطة (وبلهاء نوعًا ما)، وهي: أن أقفل تطبيق الجوال عن طريق برنامج Forest لأركز على على القراءة. وعند انتهاء الساعتين - بعيدًا عن الجوال - أكون قد أنهيت معها قراءة عدد صفحات كبير نسبيًا. ثم كررت الأمر في وقتٍ آخر في المساء، واستمريت لمدة أسبوع على هذا المنوال. ماذا حصل؟ قرأت ثلاثة كُتب خلال ذلك الأسبوع.

نظام حبسة الوقت خلال اليوم للقراءة كان فعّالًا جدًا، ولأنني مضطر للسفر عدة مرات بعدها، فقد توقف النظام مؤقتًا. ولأنني شاهدت بأم عيني النتيجة الفعّالة، فإنني سأحاول خلق نظام واضح بتخصيص ساعات محددة لأشياء محددة، دون التفكير كثيرًا، وأنا شبه متأكد أن النتائج ستكون مرضية بإذن الله.

شاهدت البارحة مقطعًا رهيبًا لآنسة تشرح عن مفهوم أؤمن به بشدة، وهو: «الإبداع يحتاج إلى السرعة»، وفي مقابلة مع أنتوني هوبكنز، اعترف أنه يُنجز كل شيء بسرعة في حياته، لأنه بذلك سيقطع فرصة التفكير في إنجاز أو عدم إنجاز كل مُهمة.

تخيّل إن أقرنّا هذا الأمر مع النظام! مثل أن نضع ساعتي الكتابة أو القراءة التي فرضناها على أنفسنا، وباشرنا فورًا عليها دون استعداد نفسي أو ذهني. كل يوم، أو بانتظام. ما سيحصل أن هناك بالتأكيد أخطاء ستظهر، إلا أن هذه الأخطاء ستعالج نفسها تلقائيًا مع الوقت. خصوصًا فيما يتعلق بالعمل على مشاريع تتطلب قدرًا من الإبداع.

شخصيًا، كانت كل الكُتب التي كتبتها، ومعظم المقالات التي نُشِرت داخلة ضمن «نظام عمل». هذا النظام لم يسمح لي بالتفكير كثيرًا، بل بالعمل على نحو أسرع. نتج من ذلك بعض الأخطاء (المطبعية على سبيل المثال) بعد النشر، إلا أن هذا الخطأ مغفور بالنسبة إلي طالما أن هناك شيء قد تحرك ونُشِر.

سأحاول خلال الفترة القادمة تخصيص الأوقات للأمور التي أسعى إلى تحقيقها، وربما سأعود إليكم في وقتٍ لاحق مع بعض المستجدات.

هنا فيديو لطيف يشرح الأمر:

مقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.


المنشورات ذات الصلة

للأعضاء عام

الاستفادة القصوى من وقت الفراغ!

الانسان نتاج خلوته.

للأعضاء عام

كيف تعمل بجد؟

مقالة عظيمة بقلم بول جراهم.

كيف تعمل بجد؟
للأعضاء عام

هل ٦٦ يومًا تكفي لتغير هويتك؟

كيف يتحول القناع الذي ترتديه إلى هويّتك الحقيقية؟

هل ٦٦ يومًا تكفي لتغير هويتك؟