متضامن مع التافهين في النشر!
لا أفضل أن أتناول المواضيع الساخنة، لكن موضوع اليوم يحمل وجهة نَظر شخصية تجاه أمرٍ دارج وسيستمر الجدل حوله. وهو: السماح للتافهين (والذين لقبهم شخصٌ ما بذلك) بنشرالكُتب.
في الحقيقة، اعترضت في أكثر من مقالة سابقة على بعض الأهداف الشخصية غير المعلنة في نشر بعض الكُتّاب لكتبهم بأهداف تسويقية.
واعترضت مؤخرًا وبِشِدّة على ناشري كُتب «النصوص» بالتحديد، والتي لا تُضيف أي قيمة للقارئ -من وجهة نظري الشخصية-.
لكن؛ لم ولن أطلب من الجهات الرقابية والمشرعة (وزارة الثقافة والإعلام في هذه الحالة) أن تمنع إصدار الكُتب مهما كان نوعها، سواءً للتافهين أو غيرهم.
الأسباب كثيرة وقد يطول شرحها، إلا أنني أكتفي بقول: أن التجارب في صنعة النشر قد علمتنا أن الكُتب التي تُمنع بشكلٍ عام؛ هي الكُتب التي ستُطلب من الجمهور كما هو معروف. ومع الاقتناع أننا أصبحنا واقعيًا في عام ٢٠١٨م، وبأن أقل الأشخاص خبرة في التكنلوجيا يستطيع إنزال أي كتاب بصيغة (PDF) من الإنترنت، يجب ألا يُحفِز الجهات الرقابية على المنع، قدر التشجيع على النشر.
فالأخطاء تُعلِم حتى التافهين، والنشر التافه مهما كثُر؛ فسرعان ما سيختفي. ولا يصح إلا الصحيح في نهاية الأمر. فالعديد من الكُتاب (التافهين) قد نشروا كتاباتهم خلال السنوات الماضية، وقد اختفى الكثير منهى، واستمرت الكُتب التي تستحق البقاء.
على كل حال، تحمل النقطة السابقة الكثير من التفاصيل الجدلية، وما أود الإشارة إليه اليوم، هو عدم موافقتي على مبدأ «السماح أو عدم السماح» للتافهين (أو أي شخص يكتب) بنشر ما يريد نشره. فقد نجد التافه تافه، في حين أن جمهوره لا يراه كذلك!
ولا زِلت مثلًا على اعتراضي في نشر كُتب «النصوص» بشكل غزير. إلا أن هذا الموضوع لا يعطيني ولا نصف الحق بتشجيع الثقافة والإعلام على منعها، بقدر رغبتي الدؤوبة بأن أعمل على إقناع كُتابها بصرف المزيد من التعب والجهد لكتابة كُتب حقيقية تستحق العناء. تمامًا كما يجب أن أستثمر في الثقافة التي تُنتج هذه الأعمال، عوضًا عن منعها.
طاقة المنع مهما قوت فهي محدودة، والعمل على الأساس الثقافي هو الذي يحمل التأثير الأكبر.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.