عن أجمل مطعم دخلته في حياتي
ڤيلا مايا
اسم المطعم ڤيلا مايا Villa Maya.
وربما يكون عنوان هذه المقالة فيه شيء من المبالغة، إلا إنني بعد أن نمت على هذا الرأي، ازددت في تمسّكي به. البارحة، تعشّيت في أجمل مطعم دخلته في حياتي؛ وهو مكان جمع بين التاريخ، والتصميم الداخلي، والخُضرة، والتفاصيل التي لم أجدها كلها مجتمعة في مكانٍ واحد. ولأن الوقت للأسف ليس يُسعفني للكثير من سرد التفاصيل حوله، التي فضّلت أن أسردها في وقتٍ أكون فيه أكثر فضاوة، فإنني سأكتفي بعرض الصور.
أقضي هذه الأيام في جنوب الهند، وتحديدًا في مدينة «تريڤندرم» عاصمة ولاية كيرلا، المكان الذي يوجد فيه المطعم. واليوم بالتحديد اضطررت للسفر إلى الجهة الشرقية من جنوب الهند بالسيارة لمدة تجاوزت الأربع ساعات، لحضور مناسبة كبيرة صباح الغد، وبالكاد وجدت الوقت لمشاركة هذا الرأي الجريء والناقص مؤقتًا.
عندما تدخل المطعم، تجد لوحة تصف المكان، قمت بترجمتها إلى العربية، وهنا نصّها:
(Maya) مايا هي وهم!
هي تلك اللحظات في الحياة؛ التي تكون لمحات عابرة عن الأفراح والأحزان، التي تشكّلت وراء هذه الحجاب من الإدراك؛ حيث تكمن الحقيقة الأعمق بكثير. قد يبدو أن الغرفة التي تقف فيها بُنِيَت من الطوب والأسقف، لكن تحت أسطحها المصقولة تكمن الكثير من القصص البشرية عن الحب والرومانسية والمؤامرات.
هذه الحكايات لا تزال موجودة، وتعلق مثل الحجاب فوق الحزم الخشبية والمفروشات الأنيقة. يتم توصيل القصص خلف القصص حتى تشكّلت معًا في هذه التجربة، التي تبدو سريعة الزوال [رغم خلودها]، والموجودة في فيلا مايا.
هنا يجتمع الوقت والمساحة لاستعادة التراث النبيل لمملكة ترافانكور. المزيج الرشيق واضح في ضيافتها التي لم تُعرف، والديكورات الداخلية الأنيقة.
كان هذا المكان الذي يُدعى في السابق "Arumana Ammaveedu" الذي رُمِّم بمحبة، في الحقيقة موطنًا لزوجات الملوك، ملوك Travancore المستبصرين.
تقليد Ammaveedu فريد من نوعه في ولاية كيرالا.
يُجسّد وصف الصورة الرمزية السابقة، امتلاء هذه الغرف بالضحك والدموع؛ حيث تم تعليم الفنون والموسيقى والرقص للفتيات الصغيرات حتى يستطيعوا تقدير الفنون الجميلة للعديد من الفنانين الآخرين، ليصبحوا فيما بعد زوجات المستقبل اللائقات للملوك.
كان التعلّم والتعليم مختلفا في تلك الأيام. اعتاد العلماء البارزين القدوم إلى هنا لتعليم الأطفال الصغار. في وقت لاحق أيضًا، خلال الحكم البريطاني، استمر تولي المحتلين الإنجليز دور تعليم أطفالهم الصغار هنا أيضًا. وقد ساعد كل هذا في إعداد فتياتهم لأدوارهن المستقبلية، حيث دُمِجت آليات التعليم بتقاليد طهي موجودة منذ خمسة آلاف سنة في ولاية كيرالا، مع سلاسة الجمال المعماري العتيق للقرن الثامن عشر.
تم تشابك هذا الإرث الغني مع تناول الطعام المعاصر والحساسيات الحديثة من الرفاهية والخصوصية لجعل هذه التجربة حصرية لفيلا مايا.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.