تخطى الى المحتوى

الوعظ والسجع والخواطر لغة الشباب في الكتابة - تكاد تكون الوحيدة

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

ندخل في الموضوع .. تطلب عملي خلال الفترة ما بين ٢٠١٤ – ٢٠١٨ التعامل مع أكثر من ٥٠ شاباً وشابة ما بين كُتاب شباب مبتدئين مثلي، وبين مدققين لغويين عن كثب. خرجت ببعض القراءات حول مفهوم الكتابة (أو التعبير عن الذات من خلال فن الكتابة)، وكانت النتيجة كالتالي:

  1. يغلب علينا نحن الشباب استخدام السجع في الكثير من ما نكتب .. (في ليلة ظلماء .. كُنت أقف عند شجرة عرجاء، أنظر إلى القمر المُنير .. أفكر في عملي المُهين .. إلخ). ليس هُناك بالتأكيد عيب هيكلي في هذا الأسلوب، سوى أن استخدامه يُسقط على الكثير من التعابير التي لا تتطلب مثل هذه النوعية من الكلمات، فهناك فرق بين الشعر (وكتابة الخواطر) وبين كتابة المقالات أو الكُتب أو أي محتواً آخر. وربما أدعي اعتقادي أننا نحن الشباب والشابات نعتقد بأن هذا الأسلوب الذي ورثناه من حصص التعبير هو الأصح. وأعلق تعليقاً واحداً فقط بأن القارئ الكريم لمثل هذا الأسلوب سيقود المتلقي للإعجاب (ربما) بكلماته دون النظر لما يريد أن يقوله النص.
  2. الوعظ .. (ألم يحن الوقت لكي …) (علينا بالرجوع إلى …. لكي …) (عليك أن تعلم أخي/أختي الكريمة أن …) إلخ. أجد أن أسلوب الوعظ في الكتابات أيضاً كان أحد الأمور التي ورثناها وتشربناها من خلال كتاباتنا في مرحلة ما أيام المدرسة (ربما بسبب طغيان مدرسة الصحوة في العقدين الأخيرة)، ويزيد من هذا الأمر قلة القراءة بالنسبة للشخص الذي يكتب، للكتب التي تتميز عن غيرها بسلاسة وسهولة اللغة.
  3. الخواطر … الخواطر … ليست مادة علمية. إنما أصنفها شخصياً ضمن المحتوى الشعري الذي يستهدف أشخاصاً معينين، وملاحظتي في هذا الأسلوب، أن الكثير منّا نحن الشباب يُسقطه على «الرواية» و«مقالات الرأي» وغيرها من الكتابات (غير الخاطرية) وحتى الكثير من الكُتب التي صدرت مؤخراً بأقلام شابة. ربما بقليل من الإطلاع والتركيز على هذه المقالة ستسترجع في ذهنك أحد الكُتب التي قرأتها مؤخراً والتي ينطبق عليها هذا الأمر.

سأكون صريحاً أن قلت أنني أفضل الكتابة «باللهجة العامية» على هذه النقاط، على الأقل اللهجة العامية ستجبر الكاتب والقارئ الكريم على قراءة الحقيقة .. الحقيقة مجردة، ودون أي تلاعب في الكلمات أو محاولة رسمها. روايات حوجن وهناك وبنيامين لأخي إبراهيم عباس، غلب عليها الكتابة العامية .. ودون أي مبالغات، أجدها تحفاً فنية في عالم الأدب المعاصر والروايات السعودية.

أجد شخصياً أن الكتابة يجب أن تكون مثل الكلام .. لا مزيد من الكلمات غير الضرورية، ولا الكثير من محاولات رسمها.

اقتراحي أيضاً: المزيد من القراءات باللغة الإنجليزية (إن استطعت) قبل شروعك للكتابة بالعربية، لأنها لا تتأثر كثيراً بالمعطيات الشعرية والوعظية التي ذكرتها، واقتراحي الآخر .. أن تبرمج نفسك بأن تقول الحقيقة فقط.

مهمة المثقف أن يقول الحقيقة، لا أن يرسم الكلمات

-علي الوردي

شؤون اجتماعيةمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)