تخطى الى المحتوى

استقبال الصدمات الفكرية !

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

أصبحت على قناعة تامة خلال السنتين الأخيرة ، أن من أكبر الأخطاء التي قد ارتكبها في حق نفسي هو « إقفال العقل » والتسليم بكل القناعات على أنها مُسلمات لا يمكن لها أن تتغير مهما كلف الأمر.

تعلمت أن الجاهل ليس من ينقصه العلم ، بل من يمنعه لدخول عقله. وتعلمت أيضاً أن مسلمات الفرد حينما تتغير تُصبح أقل عرضة للصدمَات والصِدامات الفكرية مع الآخرين. وعندما سمعت أحدهم يقول ذات يوم: أن المتعلم هو من يملك الحلم لتقبل كل جديد ، زادت قناعتي بوجوب انضمامي لخانة “المتعلمين” قدر ما المستطاع.

حتى من يمتلك تلك القناعات (التي قد تصيبك بنوع من الهوس والإكتئاب بعد سماعك لها) ، تظل في أغلب الحالات إحدى قناعاته الشخصية ، مهما حاولت تبديلها.

ليس بالضرورة أن تكون القناعات المقصودة هي كل ما يتعلق بالموروث الديني والإجتماعي وخصوصاً الحساسة منها ، بل على العكس ، لعلي أشمل أبسط أمور الحياة هنا حتى في كيفية تناول بعض أنواع الأطعمة مثلاً. فالأراء المتشددة غالباً ما يصحبها التغيير مع مرور الوقت لتصبح مسألة زمنية تنتظر تغيرها.

هل الكورن فليكس يؤكل بحليب ساخن أو بارد؟ … هل زيادة نسبة الكوليسترول في الجسم مضرة فعلاً؟ أم أن السعرات الحرارية الزائدة هي التي قد تقودك لا قدر الله لأمراض خطيرة مع الوقت؟

كم مرةً سمعنا باختلافات تفُسد في الود قضية ، ونكتشف بعدها أن كلا المتخالفين على خطئ (أو على صواب)؟

هل يمكن لنا تجنب ذلك الموقف عندما نجلس مع أنفسنا بعد عشرات السنين ، حينما نكتشف كم كنّا مخطئين في أحد المسائل التي اعتبرت إحدى المسلمات؟.

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن

كان من المثير للدهشة بالنسبة إلي، أن اقتراحات يونيو ٢٠٢٤م قد لاقت تفاعلًا من القريبين أكثر من القرّاء، وهذا أمرٌ لطيف في الحقيقة، لكيلا يشعر المُقترِح أنه «يكلم جدار» مع اقتراحاته. عمومًا، لا يمكن أن أُعطي اقتراحات خارجية، قبل أن أحصل على شيء من

اقتراحات يوليو ٢٠٢٤م: بودكاست وكُتب وأماكن
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)

ربما يكون أحيانًا تغيُر نمط حياتهم البسيطة بشكلٍ جذري سببًا كافيًا لعدم تحمّل الضيوف!

لماذا تطرد برشلونة سُيّاحها؟ (الموضوع أعقد مما نتصور)