تخطى الى المحتوى

الاستعداد لتحمل الألم

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

لا تحمل الكلمات التالية أي طبطبة  تشرب سماعها  القارئ الكريم لتحمل الآلام ..

بل أود أن أتحدث اليوم عن مفهوم كلمة ”Vulnerable“ وهي كلمة دارجة لدى الأجانب، يستخدمها بعض مختصي تطوير الذات -المهتمين في شؤون الغير- كثيراً، وتعني بشكل ما: «التعرض للألم أو التعرض للأذية».

تعريفي الخاص على الصبر هو: أن يتقبل المرء كل حدث سلبي يطرأ على حياته بطمأنينة، وهذا الحدث في الغالب يكون رغماً عن الإنسان في حجم الحدث وتوقيته.

Willing to beVulnerable أو الاستعداد لتحمل الألم، هي حالة يستطيع الإنسان العادي تجهيز نفسه عليها. وقد تحدثت عنها الكاتبة «بريني براون» كثيراً في كتبها وفي عدة مواضع مختلفة، ملخصة قراءتها لهذا المفهوم «أن الإنسان عندما يُعِد نفسه لهذه الحالة، فستتحقق الكثير من التغييرات الايجابية في حياته. سينتقل بعدها إلى مستواً جديد من النجاح ومستواً جديد من الإنسانية» ربما أعرفها بشكل مجازي وهو «أن ترمي نفسك في البحر، استعداداً لتعلم السباحة!».

«مشكلة الحياة أنها تسبب الألم … وإن آمن الواحد فينا أن الحياة فيها الكثير من الآلم، سوف لن تصبح آلاماً بعد ذلك» كما يقول طبيب النفس «إم سكوت بيك» لأننا ببساطة سوف نتعايش وننسجم، ونحقق مفهوماً آخر وهو الرغبة في الحصول على طاقة أقوى لمواجهة الصعاب، بدلاً من انتظار تذللها.

«سوف تحارب عاجلاً أم آجلاً .. ومن الأفضل أن تختار حربك بنفسك» يعلق الممثل المعروف ويل سميث، واختيار الحرب والفوز بها لن يحصل سوى بتطبيق بفهوم «الاستعداد لتحمل الألم».

الهجرة … إنشاء شركة جديدة … الدخول في فن جديد، كلها أشكال تمثل الاستعداد لتحمل الألم.

انتظار الانتقاد … التخلص من الخوف … والتخلص من الكسل … أيضاً أشكال أُخرى للاستعداد على تحمل الألم.

أقترح أن نختار الألم .. قبل أن يختارنا!

سيكلوجيا الإنسانشؤون اجتماعية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟