تخطى الى المحتوى

التعرّض للشمس

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة

يؤسفني أن أقول إنني من فئة الأشخاص قليلي التعرّض للشمس، وللشارع، والطبيعة، بشكلٍ عام. فمن عيوبي الحديثة، انغماسي في مكتب المنزل لوقتٍ طويل، وهو المكان الذي أُنجِز فيه الكتابة، والقراءة، والمهام العملية اليومية.

وقد كرر عشرات المرات عالم الأعصاب الشهير آندرو هوبرمان، أن التعرّض اليومي للشمس على الأقل عشرة دقائق، له فوائد عظيمة، غير فائدته المعروفة بمد الجسد بفيتامين «د». إحدى تلك الفوائد، هو إقناع الجسد (بعد فرز المزيد من هرمون الكورتيزول) بأن نور الشمس الذي تعرّض له إشارة بأن ساعته البيولوجية يجب أن تستوعب أن الوقت الحالي هو النهار، وهذا ما قد يساعده في الحصول على قِسط مريح وعميق من النوم في المساء.

اعتدت على ممارسة المشي في الفترة ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، وقد قمت استثناءً اليوم بتغيير موعد المشي إلى الساعة السادسة والنصف صباحًا. ومع الطقس الساحر هذه الأيام في جدة، استوعبت إنني في الحقيقة أُفوِّت على نفسي الكثير.

هواءٌ عليل، وتعرّض معقول لشمس غير حارقة، يتبعها استحمام بماء بارد، هو تثميل حقيقي لأهم نِعم الله في حياتنا اليومية، والتي لا تتطلب إلا الاستيقاظ، والحضور، والعيش وسطها. مبدأيًا اتخذت قرار أن يكون هذا التوقيت هو توقيت المشي اليومي لساعة بدلًا من فترة المساء. خصوصًا إنني بالفعل استشعرت الفرق بسرعة، فها أنا أُنجِز ألفي كلمة من الكتابة اليومية، ولا زلت في بداية اليوم، بكامل النشاط والحيوية، وسأكمل ما تبقّى فيه لممارسة مهامي الأخرى، كما أن المساء سيكون مخصصًا للارتباطات الاجتماعية، بدلًا من تطويل فترة العمل فيها.

تجربة رائعة بحق، وأطلب من الجميع تجربتها واستثمار ما تبقّى من طقسٍ لطيف يدعونا للتعاون معه من أجل حياة أفضل.

غير مصنف

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن الوِحدة

المنزل (نقصد في معناه باللغة الإنجليزية Home ولا نقصد البيت House): هو المكان الذي نشعر فيه بالانتماء. الوِحدة هي عكس الإحساس بالانتماء. قد يكون العمل الذي نحبه منزلًا، الرفقة التي نحبها منزلًا، المدينة التي نعشقها، الفريق المفضل، الحبيب، أو الصديق. المنزل هو المكان الذي نكون فيه على

عن الوِحدة
للأعضاء عام

بليغ

عام ٢٠٠٧م خرجت أنغام بألبوم كان من ضمن أغانيه أغنية استثنائية في لحنها ومختلفة تمامًا عمّا غنته أنغام في مسيرتها. أدمنتها لفترة، ولا زلت معجبًا بها حتى اليوم، اسمها «أشكي لمين وأحكي لمين». قبل يومين وبعد ثلاثة عشر سنة من صدور تلك الأغنية، قرأت لدى الكاتب اللطيف

بليغ
للأعضاء عام

١٩٨٠ بين جيلين كتاب جديد لهتون قاضي

من التحديات الراهنة في هذه الفترة، القدرة على كتابة محتوى عميق وترفيهي، يساهم بتغيير حياة شخصٍ ما في مكانً ما.. ونفسيته أيضًا. فنيتفليكس موجود على الرف ينتظر. ومجموعة التواصل الاجتماعي خلفه. ميزة الكُتب في ظل هذا التخمة الترفيهية، أنها لا تخرج إلا بعد تمحيص كاتبها ومرورها على مدقق

١٩٨٠ بين جيلين كتاب جديد لهتون قاضي