تخطى الى المحتوى

السيجارة الأولى

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
1 دقيقة قراءة
السيجارة الأولى
Photo by Shadow Walker on Unsplash

عندما يدخن المراهق سيجارته الأولى، تستطيع أن تلاحظ مدى الفوضى التي يمر بها هذا الإنسان. فهو إما يرجف من الخوف وينظر في كل اتجاه منتظرًا أباه ليكشفه، أو بالكاد يأخذ نَفسَه أو يحاول مسك سيجارته بطريقة لا تجعل الآخرين يضحكون عليه وعلى كحته.

تحديات تقنية واجتماعية تواجهه وقتها؛ هو لا يريد أن يدو غبيًا أمام أصدقائه في عدم قدرته على تجويف السيجارة، وفي نفس الوقت لا يود أن يخبر أهله أنه مرحليًا في بداية الغباء. أجزاء متناثرة منه بين أهله وأصدقائه ومع نفسه ونَفَسِه، يتناسى تركيبته مع حماس التحدي الجديد الذي دخل حياته، هو مهتم للتجربة، يريد أن يتغير، يريد أن ينضم لنادٍ جديد غير النادي الذي اعتاد عليه.

السيجارة الثانية تصبح أسهل مع بعض الإرشاد والنُصح.

ومع العاشرة.. يبدأ المراهق بإعطاء الأخرين نصائح في اختيار نوع السجائر.

هو في واقع الأمر يُلبي حزمة أحاسيس معقدة داخله.. الفضول، الكبرياء، التقليد، التجربة، والإثارة، والدسدسة.

السيجارة الأولى كباقي شؤون الحياة، تبدو أصعب مما هي عليه.

السيجارة الأخيرة كبعض شؤون الحياة أيضًا، البقاء معها أسهل من تركها.

نفس الإنسان ونفس التربية والمجتمع، تتغير مناطق راحته وتتغير شؤون حياته، فما كان صعبًا في البداية أصبح صعبًا في تركه.

إحساس الراحة يبدأ بمجاراة الآخرين، نعتاد عليه.. تمامًا مثل السيجارة الأخيرة. نكتشف أن منطقة الراحة الحقيقية هي تحدي الوضع الراهن لنغير أنفسنا ونبحث عن مناطق راحة حقيقية.

نبحث عن سجائر جديدة لا تضر صحتنا.

شؤون اجتماعيةمقالات عن سلوك الفنانين

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

عن العيش كشخص عادي في المنتصف

أحد أصدقائي العزيزين والمسؤولين في شركة «المحتوى» في البودكاست أخبرني الجملة التالية: «أداؤك عادي، ولا تملك قبولًا كبيرًا كمستضيف». لم يقل أداؤك سيئ، ولم يقل أداؤك خارقاً للعادة، قال بما معناه: «أنت مستضيفٌ عادي». «العادي».. هو شكل معظم حياتي. وهو موضوعي اليوم. وُلدت أصغر إخوتي، ولكنني اعتدت

عن العيش كشخص عادي في المنتصف
للأعضاء عام

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟

مقالة ضيف

عندما فقدت ابني سألت نفسي: لماذا نحن هنا؟
للأعضاء عام

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم

مطاعم: * قبل ثلاثة أسابيع، شرّفنا أخيرًا أحد أبناء إخوتي الذي يزورنا بشكلٍ موسمي كل ثلاثة أشهر، في اجتماع العائلة الأسبوعي. وحكى لي القصة التالية: اقترح عليه صديقه أن يزوروا مطعماً يقدّم ألذ لحم أوصال في العالم، وموقعه في مدينة جدة، خلف سوق الشعلة، اسمه «مشويات بيت الشهباء»

اقتراحات أغسطس ٢٠٢٤م: ألذ مطعم لحم أوصال في العالم