تخطى الى المحتوى

الطريق المختصر لحل المشاكل

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
2 دقائق قراءة

ربما لا يحتاج الأمر إلى التعليم، بقدر ما يحتاج إلى تذكير..

عندما تواجهك أي مشكلة في حياتك، صغيرة كانت أم كبيرة.. حاول أن تحلّها أو أن تتخلّص منها بسرعة. كما يشجّع المستثمر المعروف تشارلي منجر أبناء الجيل الأصغر، في وصفه لأحد أهم عناصر الحياة السعيدة.

«السرعة» هنا هي كلمة السر.

لا يمكن تحقيق هذا الأمر بسرعة وكفاءة إلا بالوقوف على المشكلة والنظر إلى وجهها مباشرة، ثم محاولة إيجاد حل لها من الجذور.

من الطرق المختصرة لذلك هي استشارة إنسان واجه نفس المشكلة في الماضي وقام بحلها، وليس استشارة أي إنسان على الطريق.

واستكمالًا للخطوة الأولى: عدم ترك المشكلة دون حل من الجذور. بسرعة.

هكذا الأمر ببساطة.

يفكك النفساني المعروف «إم سكوت بيك» (١٩٧٨م) في كتابه (The road less travaled) حالة الإنسان الذي يميل إلى تجنّب حل مشاكله المتراكمة وعدم النظر إليها مباشرة بقوله:

الميل لتجنب المشاكل [هو نوع من تجنب المعاناة العاطفية].. وهذا التجنّب هو الأساس الحقيقي لجميع الأمراض العقلية البشرية. وبما أن معظمنا لديه هذا الميل بدرجة أكبر أو أقل، فإن معظمنا مصاب بمرض نفسي بدرجة أكبر أو أقل، ويفتقر إلى الصحة العقلية الكاملة. سيبذل البعض منا جهودًا غير عادية لتجنب مشاكلنا والمعاناة التي تسببها، ويبتعدون كثيرًا عن كل ما هو جيد ومعقول بشكل واضح من أجل محاولة إيجاد طريقة سهلة للخروج منها، وبناء أكثر الأوهام تفصيلًا للعيش معها. وأحياناً إلى الإقصاء التام لواقع أنها موجودة. وبكلمات كارل يونج الأنيقة والدقيقة: “العصاب هو دائمًا بديل للمعاناة المشروعة”.

إن كان تجنب المشاكل في حياتنا هو في الحقيقة محاولة لتجنّب المعاناة العاطفية، فإننا نقول لأنفسنا إننا لا نمانع العيش مع مرض عقلي صغيرًا كان أم كبير. ولا يسع الإنسان أن يكون مثمرًا ومتصالحًا مع حياته إن كان يملك عدة مشاكل لا تنتهي لفترات طويلة؛ خصوصًا إن كانت صغيرة ولا يُلتفت إليها، فستجتمع في وقتٍ لاحق وتصبح مثل كرة الثلج، تُثقل الكاهل والنفس ببؤسها.

لا يوجد إنسان دون مشاكل بالطبع، لكن يوجد حل لأي مشكلة، وربما من الأجدى للجميع التركيز على المشاكل التي ستأتي أكثر من الاستسلام لما هو عالق منذ زمنٍ طويل.

 

 

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع