تخطى الى المحتوى

الفن ... والدوام الكامل

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف
الفن ... والدوام الكامل

عملت إليزابيث جيلبرت مؤلفة رواية «أكل .. صلاة .. حب» طيلة حياتها في دوام كامل مثلها مثل الكثير من الكُتاب والفنانين المعروفين بداية حياتهم، لأن الفن ببساطة لن يدفع لهم الفواتير ومصاريف البيت، وفي المقابل فإن أي إبداع لن يتم حمايته طالما لا يوجد من يتحمل تكاليف هموم عقل الفنان المادية.

قررت إليزابيث أن تستقيل من عملها اليومي بعد كتابها الرابع، وبعد أن حقق أكل .. صلاة .. حب مبيعات فاقت الـ ١٢ مليون نسخة، وقالت في كتابها الجديد Big Magic أن مهمتها كفنانة هي حماية الإبداع من هموم الحاجة إلى الأموال، وأن أي إنسان مبدع لا يمكن له يلوم الكرة الأرضية على فنه الذي لا يأتي إليه بالمال من الآخرين.

يجب على الفنان أن يعمل في فنه لأنه اختار لنفسه أن يكون فناناً … وأيضاً المال سيظل مهمته في هذه الحياة بالحصول عليه بغض النظر عن قبح أو جمال فنه الذي يعمل به.

الدوام الكامل في أي عمل يُسهل على الفنان أن يعيش حياته اليومية دون منغصات كبيرة اتجاه فنه، ليتمكن تدريجياً من الحصول على تلك الحياة التي يريدها في العمل على فنه دوماً وطيلة الوقت.

أعلم جيداً فن  الفنان مهم بالنسبة له مثل المالل! والتحدي يكمن في إنجاح فنه ولكن … مهما تحدثنا يظل عائق الفن والمال صعب وغير مستحيل. وأهم ما في معادلات حياة الفنان هو أن يعي أن فنه مهم بالنسبة له وللحياة التي يعيش من أجله … وللآخرين أيضاً إن استوعبوا ماذا يريد أن يقول الفنان من خلال فنه.

وإن وعى لهذا الأمر … سيعمل على فنه بصمت بقية حياته، بوجود وظيفة ومال أو من دون وجودهم.

مقالات عن الانتاجيةمقالات عن سلوك الفنانين

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها

للأعضاء عام

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت

أفهم جيدًا أن معظم النصائح التي تأتي من أماكنٍ عشوائية من الإنترنت هي محل تساؤل. وأفهم جيدًا أن ليس كُل ما يُقال قابل للتصديق. ورغم هذا (الادعاء)، فإن شيئًا داخلي لا يستجيب بنفس القدر. أتأثر وأتحمس للبعض، وأستنكر تمامًا آخرين. أتابع عشرات الحسابات التي

أقف حائرًا مرة أخرى أمام نصائح الانترنت
للأعضاء عام

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا

قرأت من تدوينة مورجان هوسل: وصف أحد مدربي البيسبول الأثلاث الثلاثة للرياضيين: عند التدريب، يجب أن تشعر أن ثلث أيامك في حالة جيدة، والثلث الثاني يجب أن تشعر بالراحة، والثلث الأخير يجب أن تشعر فيهم بالضغط. هذا روتين جيد ومتوازن. يحدث ذلك عندما تعلم أنك تضغط على نفسك، ولكن ليس

هناك شيء خاطئ في حياتك إن كُنت مرتاحًا أو مرهقًا