تخطى الى المحتوى

المشاكل تبدو أصغر مما هي عليه - [قصة آندي جروف]

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

“إيه والله” …

وأتمنى أن أُذكر نفسي دوماً بهذا الأمر، لا أذكر مشكلة جذرية (خصوصاً في العمل أو الحياة) قد استمرت طويلاً، فالصعب منها يتحول لدروس، والسهل منها أصبح كما يقول والدي “آلام منسية” .

المشاكل … كما يقول شيكسبير هي نتيجة تخيل العقل لها، وليست ما هي عليه في الحقيقة.

لا تُصعب الأمور، ولا تحرق نفسك والآخرين بسببها.

المشكلة ستُزال … وحتماً ستزيد إن ازددت توتراً … ولا زلت أذكر نفسي بهذا الأمر.

آندي جروف  (الرئيس التنفيذي لشركة إنتل) أُصيب بسرطان البروستات منذ عدة سنوات، وقد عالج نفسه بنفسه (بعد إرادة الله وحكمته)، ويحكي جيم كولينز في كتابه (Great by Choice) أنه عندما علم بوجوده داخل جسده، قرر أن يتفرغ خلال الأشهر القادمة للبحث عن كل ما يتعلق بهذا المرض.

ركز بدايةً على البحوث التي أُصدرت من أطباء لأطباء آخرين … ثم بحث في تاريخ هذا المرض، وعن حالات الأشخاص اللذين زال عنهم. حتى اقنع نفسه وكل من حوله أن مشكلة المرض “أقل” مما تبدو عليها!!

ركز على مهمة واحدة … وهي الخروج بعلاج يقتنع هو به أولاً قبل أن يقترح طبيبه ما يناسب حالته.

حافظ على قوته المعتادة … رغم كل شيء، وركز على الحلول بمعنى الكلمة، والأهم أنه تحرك ليعالج نفسه.

وبعد عدة أشهر وساعات طويلة قضاها من التركيز المستمر على البحث عن كل ما يتعلق بهذا المرض، ذهب لطبيبه وقال: هذه حياتي، وأنا أحرص عليها من أي شخص آخر، وقد قمت ببحث مطول، وها هو اقتراحي لمعالجة نفسي تحت مسؤليتي.

ألزم الجميع وأطبائه بعلاجه المقترح لنفسه والذي تضمن عدة برامج (جراحية وكيميائية وغيرها) حتى شُفي أخيراً.

ـــــــــــــــــــــــ

يرأس آندي جروف (٧٨ سنة) شركة إنتل منذ ثلاثة عقود، اشتهر بشخصيته القوية وبمواجهته (وتجاوزه) نقلات كبيرة في عالم الأعمال.

خسر أكثر من ٥٠٠ مليون دولار في أحد الأسابيع التي تطلبت مواجهة تغيير جذري في الشركة عام ١٩٩٤، كما قال في كتابه الرائع (Only the Paranoid Survive).

andy grove

سيكلوجيا الإنسان

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة

«ما الذي يجعل الحياة جديرة بأن تعاش؟ لا يوجد طفل يسأل نفسه هذا السؤال. بالنسبة إلى الأطفال، الحياة واضحة بذاتها. الحياة غنيّة عن الوصف: سواء كانت جيدة أو سيئة، لا فرق. وذلك لأن الأطفال لا يرون العالم، ولا يلاحظونه، ولا يتأملون فيه، ولكنهم منغمسون بعمق في العالم لدرجة أنهم

لا يسأل الأطفال عن معنى هذه الحياة
للأعضاء عام

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع

في عام الكورونا، زرت هذا المكان أكثر من أربع عشرة مرة. لا أحد أعرفه زاره بنفس القدر.

مكان الغرباء والأحلام خلف الجميع