المشكلة ليست في القرار.. بل في الاستمرار فيه
الأكل الصحي والرياضة والاستيقاظ المبكر؛ في كل مرة يتخذ أحدهم القرار بالانضباط فيهم يكون أغلب الظن صادقًا مع نفسه، لحظتها على الأقل! فهو لا ينافق أحدًا ولا يحاول أن يستعرض أمام الآخرين بهذا الروح المفعمة للتغيير بقدر الاقتناع بأهميته.
كذلك في عالم الادخار والاستثمار. تسأل أي متخصص مالي عن سر الثراء يُجيبك دون أن يخرج في كلامه عن نصيحة تقليدية وهي: ضرورة تبني عادة الادخار والاستثمار بشكل مستمر لفترات طويلة دون انقطاع، وإن كنت صغيرًا في السن ستكون فرصتك لتحمل المخاطر والتقلبات أعلى.
المشكلة أن الإنسان يتغير مزاجه وأهدافه وردات فعله باستمرار، أحيانًا في اليوم الواحد عدة مرات.. «يحدث التقدم ببطء شديد بحيث لا يمكن ملاحظته، لكن الانتكاسات تحدث بسرعة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن تجاهلها» يعلق مورجان هوسل في كتابه «سيكلوجيا المال». الانتكاسة هنا: تغير المزاج والأهداف وردات الفعل.
ويُضيف هوسل: «يعرّف نابليون العبقرية العسكرية: هو ذلك الرجل الذي يمكنه فعل الشيء العادي عندما يصاب كل من حوله بالجنون.» والعبقرية هُنا في استحضار الهدف الأكبر وسط جنون البقية، وهو أن نبقي على الاستمرار فيما قررنا فيه.
لكن ماذا إن كان الجنون هو جنون الأفكار داخلنا؟ عندما يقع مؤثر يبعدنا عن قرار الاستثمار أو الصحة أو عدم لمس علبة السجائر أو العمل على مشروعنا القادم؟ ماذا إن تعاملنا مع فكرة أننا مجانين عندما نفقد التركيز. ماذا إن كان التركيز هو فقط تعلّم قول كلمة لا.
فبها نتقدم خطوة للاستمرار في القرار. وهنا لا يكون هناك مشكلة لا في القرار ولا في استمراريته.
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.