تخطى الى المحتوى

المقاومة = الشيطان

أحمد حسن مُشرِف
أحمد حسن مُشرِف

أقسى أنواع المقاومة في هذه الحياة في نظري هي ممارسة المقاومة لمغرياتنا الشخصية لنحقق مايريده الناس (وما نريده مؤقتاً)، ولا يريده مستقبلنا.

المستقبل يريد منك تحقيق هدفاً ما قد وضعته من قبل، والمغريات الداخلية تريد مردوداً ونتيجة سريعة اليوم … والآن، ولا يهمها ماذا تريد أنت.

موضوعي اليوم هو لفت انتباهك إلى نوع جديد من المقاومة … مقاومة الشيطان … شيطان القناعات الاجتماعية التي لا تؤمن بها في حياتك، وتعيشها كل يوم.

المزيد من الملابس، والمزيد من الترفيه، والمزيد من الخروج مع أشخاص لا تريد الخروج معهم، والمزيد من الإلتزامات الاجتماعية والبرمجة … كلها شيطان (أو شياطين) تقودك لتكون شخص لا تريد أن تكونه.

مشكلة المقاومة الحقيقية هي أنك لا تعي إن كان يجب عليك القيام بها، أو بالإستسلام لما يريده الآخرون.

فكل المجتمع مثلاً يُلزمك أن تكون مستقراً مادياً واجتماعياً (فقط) ليس حباً فيك! لكن ليقتنعوا أنك مثلهم …

يعيش البعض أقصى حرياتهم ومتعهم دون هذا الإلتزام، يبحث المجتمع عن أي وسيلة ليجعلك أن تكون مثلهم دوماً وطيلة الوقت. يريدك أفراده أن تأكل أكلهم، وتلبس لبسهم وتعمل مثلهم وتحلم مثلهم …

ومشكلة عائلاتنا وأصدقائنا أحياناً أنهم يذكروننا بأنفسنا في السابق … وفي الحقيقة نحن لا نريد أن نكون كما كنّا في السابق كما قال ستيفن بريسفيلد.

المقاومة لا تساوي الشيطان كما يعتقد المجتمع، بل هي الحرب ضد الشيطان.

الشيطان ليس ما يلهيك عن الصلاة أو عدم تدخين سيجارة أخرى! … الشيطان هو من يختفي داخل شيء ما  فيك ليبعدك عن ما تريد أن تكون عليه.

يتمثل شيطان اليوم في كلمة الله -سبحانه وتعالى- عندما قال: «هذا ما وجدنا عليه آبائنا».

الإنسانية هي العكس تماماً … هي المقاومة طيلة الوقت، وإدراك حقيقي أن لديك عقل، ولديك قناعات خاصة ومن حقك فقط أن تكون ما تريد … طيلة الوقت.

سيكلوجيا الإنسانمقالات عن الانتاجية

أحمد حسن مُشرِف Twitter

كاتب ومدون سعودي، له عدة إصدارات، ومئات المقالات المنشورة. شريك مؤسس في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في مدينة جدة.

تعليقات


المقالات ذات الصلة

للأعضاء عام

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)

مساء الخير أُستاذ أحمد، جزيل الشكر على هذه المدونة الجميلة والمفيدة، سؤالي: كيف يتعامل الإنسان مع كثرة الأهداف في حياته؟ حينما يحاول التخطيط للفترة القادمة، يجد أهدافاً كثيرة على جميع المستويات إيماني، تخصصي، معرفي، اجتماعي ومالي وغيرها! وكلما حاول عمل فلترة، يجد هذه الأهداف والأمنيات ملحة! فيزداد حيرة؛ يخاف

كيف نتعامل مع كثرة الأهداف في حياتنا؟ (ملفّات القرّاء ٤)
للأعضاء عام

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟

هل يكون التعبير المفرط عن المشاعر واليقين بسوء النفسية (خصوصًا لدى اليافعين) مفيد، بنفس القدر الذي يجب فيه أن يحاولوا أن يتجاهلوه بالانسجام مع مسؤوليات حياتهم اليومية؟ لا نجد في عالم الرياضات التنافسية أن المدربين حريصين على استكشاف مشاعر متدربيهم بنفس القدر على حِرصهم لإنجاز جلسة التدريب التالية،

لا يسأل المدربين لاعبيهم: ما الذي تشعرون به؟
للأعضاء عام

فيما يخص تعليق الشهادات على الجِدار (رسالة قارئة)

عن المقالة السابقة بعنوان في تعليق الشهادات على الجِدار. وصلتني رسالة لطيفة، أعتقد إنها تستحق النشر. هنا رد قارئة كريمة اسمها السيدة/ شيخة علي الخروصية: فيما يخص أهمية الشهادات المهنية سأحكي لكم عدة أحداث أو مواقف مررت بها لعلها تضيف شيئاً لكم. أحدثها أننا في قسمنا ممثلين المؤسسة بأكملها